التحرير
نبيل عمر
بيان الأحد وعنف الإخوان!
علينا أن نفرِّق بين أمرَين: سقوط ضحايا من جمهور الزمالك أمام بوابة استاد الدفاع الجوى، وبيان «وايت نايتس» بعدم قبول العزاء وتهديدنا بالثأر، من المؤكَّد أن ما حدث أمام استاد الدفاع الجوى جريمة عبثية، كان يمكن تجنّبها بقليل من الحكمة وحسن التصرُّف، ومن الضرورى أن تُسرع وزارة الشباب فى كشف الملابسات التى أحاطت بمباراة الزمالك وإنبى من أول التنظيم إلى سقوط الضحايا، وفى الوقت نفسه نأمل من النيابة العامة، رغم العبء الرهيب الواقع على أكتافها حاليًّا، سرعة الانتهاء من تحقيقاتها وإعلانها على الرأى العام، لأنها قضية مجتمعية وليست مجرد حادثة عابرة.

أما تهديدات وايت نايتس فهى مرفوضة جملةً وتفصيلًا، ولا يحق لأى تنظيم أو جماعة أن يتصرف أو تتصرَّف كما لو أنهما فوق الدولة وفوق القانون، والضحايا قبل أن يكونوا مشجّعى كرة قدم هم مصريون من لحمنا ودمنا، والعزاء لنا جميعًا وقبلنا لأهلهم الذين فَقَدوا فِلْذات كبدهم، بسبب إدارة فاشلة وقرارات عشوائية فى دولة مرتبكة إلى حد بعيد، ولا تملك من الكوادر البشرية الكفء مَن يقود أنشطتها ويخلّصها من هذا الارتباك، ولا عزاء لـ الوايت نايتس ، الذين أسرفوا فى لغة التهديد والوعيد، وأى كلام معهم أو لهم من أى شخصية مصرية، سواء أكانت رياضية أو سياسية أو إعلامية، لا بد أن يكون فى ضرورة احترام القانون والنظام العام، وليس بالتشجيع والتأييد على مواقفهم، وفى الوقت نفسه أطالب نقابة المحامين المصريين -باعتبارها نقابة الشعب المصرى كله- أن تتابع التحقيقات مع المتهمين المقبوض عليهم من الوايت نايتس ، وأن تتأكَّد من عدم تعرضهم لأى إيذاء بدنى كما يُشاع حاليًّا، للحصول منهم على اعترافات بأنهم على علاقة بأى تنظيمات سياسية، ومنها جماعة الإخوان، لإحداث هذه الفوضى قبل المباراة، وإذا وجدت فعليها أن تُعلن ذلك وترفع الأمر إلى النائب العام، وتُقاضى كل مَن تورَّط فى أى أفعال مخالفة للقانون.

نريد أن نغلق هذا الملف على ميّة بيضا ودون شوائب، كما يقول أولاد البلد، حتى نلتفت إلى الأهم، ولا يعقل أن تكون كرة القدم رافدًا إضافيًّا من روافد التوتر والعنف، ويكفينا ما نلقيه من عنف الإخوان، وهنا علينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا: هل نترك الدولة فى المواجهة لوحدها ضد الإخوان؟

وقطعًا وكليًّا نرفض رفضًا تامًّا أن نكون طرفًا فى المعارك الجارية، فهذا دور تحتكره الدولة، ولا يجوز أن ينسحب إلى أى مؤسسات مدنية أو أفراد عاديين، لكن ترك الدولة منفردة فى هذه الحرب سيطيل من مدتها ويُضاعف من خسائرنا، والحل أن نسهم فيها، بعزل أعضاء الجماعة اقتصاديًّا واجتماعيًّا فى كل زقاق وحارة وشارع وميدان ونجع وكفر وقرية ومركز ومدينة، فقد صرنا نعرفهم، لأنهم كانوا يخرجون علينا خلال السنوات الأربع الماضية، وأى تعامل معهم يزيدهم قوة وجرأة، وعزلهم يضعفهم ويقلِّص تحركاتهم ضدنا، صحيح هم مننا لكنهم اختاروا أن يعادونا وأن ينهكوا وطننا بزعم الدفاع عن شرعية محمد مرسى، كما لو أن محمد مرسى أهم من الوطن.

فهل يمكن أن نفعل ذلك؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف