* فتحت الطريق لبناء دولته. ونشر رسالته. ورفع رايته. ومنحته حصونه وقوته. ومجده ورفعته. ووقع عليها الاختيار كأساس لتقويم أمته.
وافق الأربعاء الماضي "غرة المحرم" "1437 هـ. 14 أكتوبر 2015م" ذكري الهجرة النبوية المشرفة. من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة.. وكان الاجتماع لاختيار أساس للتقويم الهجري يوم الأربعاء أيضاً.
بدأ العمل بالتقويم الجديد في السنة الثالثة من خلافة أمير المؤمنين ــ عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه. "12 ــ 22 هـ. 634 ــ 644م".
تم اختيار الهجرة المشرفة بالحوار الديمقراطي المستنير من الصحابة الكرام ــ رضي الله عنهم.
اختار البعض يوم مولد النبي "صلي الله عليه وسلم". واختار البعض الآخر عام بعثته. والبعض الثالث يوم وفاته. واختار البعض الرابع العمل بتقاويم الأمم الأخري مثل الفرس والروم. وكل فرد أو جماعة يسوق أدلته وحجته.
اقترح الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ الهجرة المشرفة. كأساس للتقويم الجديد. علي أساس أنها الحدث الذي غير مسار الدعوة الإسلامية. وكان له أكبر الأثر في تحقيق مجد الإسلام. وعزة المسلمين.
وقال عمر ــ رضي الله عنه ــ إنها فرقت بين الحق والباطل. وتمت الموافقة علي الاقتراح.
واقترح عثمان بن عفان "الخليفة الثالث" ــ رضي الله عنه ــ العمل بالشهور العربية طبقاً لترتيبها.. وتمت الموافقة علي الاقتراح.
أخذ العرب بالتقويم القمري منذ فجر التاريخ. وأخذت به أمم أخري مثل الصين والهند وفارس.
حملت السنة العربية أربع سلاسل من الأسماء. آخرها السلسلة الحالية التي بدأت 412م تقريباً.
والسنة القمرية 354 يوماً. و8 ساعات. و48 دقيقة. مقسمة إلي 12 شهراً. كل منها 30 أو 29 يوماً. يبدأ الشهر بميلاد الهلال الجديد. والهلال هو القمر في أيامه الثلاثة الأولي. وقبل السبعة.
والشهر القمري أقل من الميلادي "الشمسي" بأحد عشر يوماً. أو اثنا عشر يوماً في السنة الكبيسة "366 يوماً" وهي التي تقبل القسمة علي .4
والشهور العربية هي: المحرم. صفر. ربيع الأول. ربيع الآخر. جمادي الأولي. جمادي الآخرة. رجب. شعبان. رمضان. شوال. ذو القعدة. ذو الحجة.
وتسبق رمضان وشهري ربيع كلمة شهر. والأشهر الحُرم هي: ذو القعدة. وذو الحجة. والمحرم. ورجب. ابتكر الإنسان التقاويم الشمسية والقمرية لضبط حركته. وتسجيل تاريخه. وقسَّم السنة إلي 12 شهراً.
وفي الذكر الحكيم:
"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرم" "التوبة: 36".
"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" "البقرة: 189".قال الجاحظ وابن كثير إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. تسلم صكاً يحل موعده في شعبان. فسأل: هل شعبان الحالي. أو السابق. أو اللاحق؟!.. فدعا الصحابة لاختيار أساس للتقويم الجديد. وفي رواية أخري: أن أبا موسي الأشعري ــ رضي الله عنه ــ والي الكوفة. تلقي صكاً من أمير المؤمنين. فأرسل إليه يطلب تحديد المواعيد بدقة ووضوح. فجمع أمير المؤمنين الصحابة. لاختيار التقويم.
انعقد الاجتماع يوم الأربعاء 20 من جمادي الآخرة سنة 17 هـ. الموافق 8 يوليو 638م. لاختيار الحدث الذي يؤرخ به. وكان يوم الخميس غرة المحرم. هو بداية التقويم الهجري الموافق 15 يوليو 622م.
هاجر النبي "صلي الله عليه وسلم" واستقبله أهل المدينة المنورة "دار الهجرة" بالنشيد الخالد:
طــــــــــلع البــــــــــــدرُ عليــــــــنا
من ثنيـــــــــــــــــــات الــــــــوداع
وجـــــــــب الشـــــــــكر علينــــا
مـــا دعــــــــــــــــا للـــــــــــــه داع
أيهـــــا المبعـــــــــــوث فيــنــــــــا
جئــــــــت بالأمـــــــر المــطـــــاع
جئـــــت شــــــرَّفت المديــنــــــــة
مرحبــــــــــاً يا خيــــــــــــــر داع