الجمهورية
رضوان الزياتى
سوبر.. "غالي".. يا أهلي
ـاستحق الأهلي كأس السوبر عن جدارة.. لأنه كان الفريق الأفضل والأكثر إصراراً علي الفوز بعزيمة وإصرار لاعبيه وذكاء مديره الفني الخلوق "زيزو" استطاع أن يحول التأخر أمام منافسه التقليدي الزمالك بهدف إلي فوز غال جداً 3/.2
الأهلي لعب مباراة عمره.. وقدم فاصلاً ممتعاً في فنون الكرة.. والزمالك لعب مباراة جيدة ولم ييأس حتي بعدما تقدم الأهلي 3/1 وحسن النتيجة.. وكاد يتعادل في اللحظات الأخيرة.. ولكن كما أقول دائماً فإن التوفيق غالباً يحالف المجدين.. والأهلي كان مجداً أكثر من الزمالك.
أهم ملاحظاتي علي المباراة أن حسام غالي كان أحد أهم عوامل فوز الأهلي بخبرته في قيادة الفريق ومنطقة المناورات بالتحديد التي تفوق فيها تماماً وجعلها منطقة حمراء.. وأثبت أن الأهلي بدونه يفقد الكثير.. واتفق مع زيزو في ضرورة عودة شارة الكابتن إليه.. لأنه قائد بالفطرة.. كما عرفته منذ أكثر من 10 سنوات.
وكان عبدالله السعيد نجما فوق العادة بشخصيته المتميزة في الملعب وأصبح ركناً أساسياً لا يمكن أن يستغني عنه الفريق.. فهو يتمتع بثقة غير عادية خاصة في تسديد ضربات الجزاء وهو ما ظهر في الهدفين الأول والثاني اللذين سجلهما ببراعة وثقة يحسد عليهما.
الملاحظة الثالثة هي عودة مؤمن "الحراق" لهز شباك الزمالك بعد غياب في مباراة الكأس.
أما الملاحظة الرابعة فهي استعادة دفاع الأهلي قوته برامي ربيعة وأحمد حجازي برغم أن الزمالك سجل هدفين من ثغرة واضحة بينهما.. عالجها زيزو بعد الهدف الثاني.. والمؤكد أن مشاركة اللاعبين لأول مرة مع الأهلي وفي مباراة قمة أمام الزمالك لها ظروفها الخاصة كانت فيها خطورة كبيرة عليهما.
عموماً المباراة كانت مشرفة.. وتحققت فيها العديد من مكاسب.. أهمها المصالحة الكبري بين محمود طاهر ومرتضي منصور والتي أسهمت في إنجاح هذا المهرجان الكروي الرياضي الكبير.. كنت أتمني أن تتم المصالحة علي أرض مصر.. ولكن أن تتم علي أرض الإمارات فكأنها تمت علي أرض مصر.. فمصر والإمارات واحد.
أما أهم الدروس فهو درس الجماهير.. فالجماهير التي حضرت المباراة 99% منها جماهير مصرية برغم الاحصائية التي خرجت لتؤكد أن 12 جنسية حضرت المباراة.. ولكن هناك فارقاً جوهرياً وكبيراً بين الجماهير المصرية التي كانت متواجدة في استاد هزاع بن زايد بمدينة العين.. والجماهير المصرية التي تحضر في ملاعبنا.. فالجماهير التي أشعلت المباراة دون أن تطلق شمروخاً واحداً كانت ملتزمة ومتحضرة وكأنها جماهير أوروبية.. وهو ما يعكس أن المصري إنسان ملتزم ومتحضر بطبعه.. وإذا وجد المناخ والظروف فإنه سيتأقلم عليها ويتماشي معها.
فلماذا لا يكون جمهورنا هنا في مصر مثل الجمهور المصري في الإمارات.. هل سيتعلم المصريون في الداخل من المصريين في الخارج.. أم سيظل الوضع علي ما هو عليه.. أم ننقل مبارياتنا كلها خارج مصر حتي تحقق النجاح الذي حققته مباراة السوبر؟!!
والله عيب علينا.. ليس لأننا لعبنا السوبر خارج مصر.. ولكن لأن يظهر هذا التناقض الغريب والعجيب في الشخصية المصرية!!
مبروك للأهلي.. هاردلك للزمالك.. وشكراً لدولة الإمارات ولمجلس أبوظبي الرياضي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف