الأهرام
فريدة الشوباشى
مصر وإعادة صياغة العالم
تلاقت عدة نقاط ايجابية بصدد المسيرة المصرية، التى تتواصل وسط تحديات محلية ودولية، أغلبها فى غاية الشراسة، حتى لا أقول، فى غاية الوحشية.. بالأمس توجه ملايين المواطنين إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب برلمان جديد، والذى يُعتبر فصلا رئيسيا فى خريطة الطريق التى توافقنا عليها، وقبله، غمرت الفرحة قلوب الأغلبية الساحقة بفوز مصر بعضوية مجلس الأمن الدولى، والذى لا يقل عنه أهمية، هو نسبة التصويت لمصلحة مصر، أى للثقة فى أنها مطلوبة وبشكل أساسى للإسهام فى حل قضايا العالم والنزاعات التى تدميه،خاصة فى وطننا العربي.. مائة وتسع وسبعون دولة أولت ثقتها لمصر من أصل مائة وتسعين دولة.. والغريب ان يتزامن مع هذا الانجاز الرائع، بعد ثورة يونيو المجيدة، والذى سمح بتولى قيادة جديدة للوطن وجديرة به، لم تدخر جهدا فى سبيل استعادة، أم الدنيا، لمكانها ومكانتها، انطلاقا من مبدأ الرئيس السيسي، بأن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخري، أن يتزامن مع ذلك إذن، خروج «العشرات.!!» من بقايا انصار جماعة الإخوان وتفريعاتها، فى تظاهرات متفرقة، ترفع شعارات معادية للوطن ولتعطيل استكمال مسيرته.. بمعنى، ان نسبة «القوة» الإخوانية فى مصر تتلاقى مع تلك التى صوتت ضدها، او امتنعت عن التصويت فى مجلس الأمن الدولي.. نحن بالتأكيد هنا ،أمام مشهد جديد على مرأى ومسمع من كل دول العالم..فقد اثبت تصويت مجلس الأمن أن العالم فى مجمله تقريبا، اعترف بشرعية ثورتنا وقيادتنا، وان افتراءات واكاذيب الجماعات الإرهابية، قد دحضها الواقع الماثل تماماامام الكافة ،وهو ما تجسد فى شبه انعدام ،تلبية دعوات هؤلاء الإرهابيين، للمصريين كى يتظاهروا ضد الدولة ونظامها السياسي، يوم الجمعة الماضي.. وأظن، أن موقف الدول الإحدى عشر، التى صوتت ضد انتخاب مصر، أو امتنعت عن التصويت، كان متوقعا لأنه معروف، حيث لديها ذات عقلية وايديولوجية الجماعات التابعة لها، وهو. ما يفسر حالة العمى التى تتلبسهم.. وكما ترفض الجماعات الإرهابية الاعتراف بهزيمتها وبافتضاح نواياها الشريرة للجماهير، تأبى الولايات المتحدة الأمريكية ومعها، خاصة، تركيا واسرائيل وقطر، رؤية الواقع المصرى، حتى بعد ان تجاهل، أكثر من ثلثى دول العالم، «افتكاستها» المتناهية العناد والغباء، بأن ما جرى فى مصر هو «انقلاب!».. علما بأن اجهزة الرصد والتصوير العالمية بما فيها الأمريكية، بالطبع، قد رصدت وصورت، عشرات الملايين الذين خرجوا الى ميادين مصر وشوارعها فى 30 يونيو، تعلن تمسكها بوحدة الوطن، شعبا وأرضا، وترفض الحكم الفاشى باسم الدين، بدعوى، ظاهرها الديمقراطية، وباطنها الخبث والتآمر الشديد، بادعاء أن الرئيس الأسبق جاء بالانتخاب، وهى تدرك تماما، انه أخل بأبسط مبادئ الوطنية وحقوق المواطن، وكأن «الانتخاب» تفويض وليس تكليفا.. كانت واشنطن تريد أن نترك الحبل على الغارب للجماعة المنفذة لمخططها، حتى تستكمل شرذمة مصر وتقطيع أوصالها.. ولنا فى نتائج التدخل الأمريكى «الشريف والمتجرد عن الهوى والغرض» أوضح مثال فى العراق وليبيا و«جهودها» فى سوريا.. وكما نرى فإن لمصر موقفا محترما، من كل ما يجرى فى الوطن العربي، وكذلك فى العلاقات مع القارة الافريقية، وكل القضايا العالمية المتصلة بحق الانسان وحريته، اينما كان، وليس مطلقا، حق «الأهل والعشيرة وحريتهم»..إن دلالة الحدثين، تصويت مجلس الأمن، وخروج «العشرات» من تابعى الجماعة الإرهابية، لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، يؤرخ لصفحة جديدة تسطرها مصر فى سجل التاريخ، المضطرب المعاصر، أو تسهم فى كتابتها، لتعديل المسار والعودة به الى الطريق القويم، وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف