الأهرام
جمال نافع
إعلام الفسق والفجور
مع بداية قناة "اون تى فى" كانت تذيع أفلاما أجنبية فى فترة الظهيرة متضمنة مشاهد ساخنة دون أى إعتبار لقيم أو حتى مواعيد يمكن إذاعة فيها أفلام الكبار اذا دعت الظرورة لذلك، وضج المشاهدون من ذلك حتى توقفت القناة عن بث هذه الأفلام، ورغم النجاح الكبير الذى حققه باسم يوسف فى البرنامج" إلا أنه يؤخذ عليه كثيرة الايفيهات والتلميحات الخارجة رغم عدم حاجة البرنامج الساخر لهذا النوع من الترويج لأنه يحقق نسبة مشاهدة عالية كونه ساخرا.
وفى شهر رمضان منذ عدة سنوات خرجت علينا قناة القاهرة والناس ببرنامج رمضانى يومى بعنوان "سمر والرجال" لكن مضمونه كان "سمر والجنس" ودون إعتبار لحرمة الشهر الكريم، كانت أسئلة المذيعة كلها تحوم حول الجنس ومتى مارسه الضيف لأول مرة ومتى خان زوجته وكم مرة خانها، وأخيرا ظهر على نفس القناة برنامج "نفسنة" الذى تقدمه ثلاث سيدات، وهو يدخل فى مجال الجنس بطريقة فجة، بدأتها إنتصار بانها تشاهد الافلام الاباحية وأن 70% من المصريين يشاهدونها، وأن «الأفلام الإباحية حل مؤقت لحين الزواج»، ثم قالت فى حلقة أخرى مخاطبة الفتيات "إمشى فخورة بانوثتك وصدرك" ولكن لن أكمل بقية جملتها لانها تحتوى تلميحات فجة.

أما زميلتها فى البرنامج هيدى كرم فقالت ان 40% من الزوجات المصريات يخن أزواجهن؟ وقد نفى علماء الاجتماع هذه النسب التى ذكرتها انتصار او هايدى.

ورغم رفضى لفكرة البلاغ الذى تقدم به محام للنائب العام ضد انتصار يتهمها بالدعوة للفسق والفجور، إلا أننى أظل أتساءل: ما هو هدف قناة مثل "القاهرة والناس" من برامج مثل "سمر والرجال" و"نفسنة" وهى برامج لا تقدم علما ولا تناقش قضايا مهما تكن شائكة، ولكنها برامج أقرب الى افلام البورنو لا هدف لها إلا زيادة نسبة المشاهدة حتى ولو أدى ذلك الى هدم قيم المجتمع وثوابته.

ويظل السؤال مطروحا عن ميثاق الشرف الإعلامى ومتى يرى النور، بعد أن أصبح الإعلام المصرى يسير فى إتجاهين: إما ما يسمى ببرامج التوك شو وهى جميعا ـ ولا أستثنى أحدا ـ تستهزىء وتستخف بعقلية المشاهد، وتقدم رؤية أحادية للأحداث، وإما إعلام لا يقدم سوى الفسق والفجور، على رأى المحامى مقدم البلاغ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف