لم أفاجأ بنسبة الحضور غير المرضية في اليوم الأول للانتخابات البرلمانية، والتي قدرها مركز معلومات مجلس الوزراء بـ 15%. الأسباب في رأيي متعددة لعل أخطرها إحساس معظم المصريين بعدم الرضا عن الأوضاع الحالية، خاصة ما يتعلق بتكاليف المعيشة من مأكل وملبس وعلاج.... الخ. لا ينكر أحد أن هناك تحسنا في النواحي الأمنية. لكن الأغلبية الساحقة ممن لهم حق التصويت خاصة الشباب، ربما تري أن ما تحقق حتي الآن في مختلف المجالات أقل بكثير من الآمال العريضة التي تشكلت عقب ثورتين سقط فيهما عدد كبير من الشهداء. ولاشك أن الحكومة السابقة تتحمل مسئولية ذلك، خاصة أن ما تتباهي به، وأعني هنا بشكل خاص مشروع قناة السويس الجديدة، إنما يرجع الفضل فيه بعد الله إلي الرئيس السيسي نفسه.
ما يهمني هنا تذكير كل مصري، رغم ما يعانيه من غلاء وبطالة وفساد وإحباط، إن استحقاقات خارطة طريق ثورة 30 يونيه لن تتم إلا بتشكيل مجلس النواب. ما يستوجب منا جميعا التحلي بالصبر، وروح الثورة لاستكمال تلك الاستحقاقات الدستورية. ولن يتأتي هذا إلا بحرص كل مواطن علي ممارسة حقه الدستوري في انتخاب من يمثله في البرلمان. ولا يمكن أن يكون جهل البعض بتاريخ المرشحين مبررا للإحجام عن التصويت، لأن جمع معلومات عن أي مرشح فردي، ليس بالأمر الصعب في دائرة ليست بالكبيرة. كلي أمل أن نكون جميعا علي يقين أن الثورة مستمرة، وأن وجود مجلس نواب خال من المفسدين والمنافقين والجهلاء يمثل حجر الزاوية لبناء مصر التي نحلم بها وترجمة ما حمله الدستور من استحقاقات في الإنفاق علي التعليم والصحة والبحث العلمي إلي واقع نجني ثماره جميعا. صوِّت من أجل مصر النظيفة التي نحلم بها، فالثورة مستمرة.