رضوان الزياتى
الانتخابات والدوري بلا جمهور.. لماذا؟!
الدوري الممتاز ينطلق اليوم.. والمرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية انتهت أمس واعادتها الأسبوع المقبل وللأسف الغياب الجماهيري هو العامل المشترك بين الاثنين.. الدوري ينطلق بدون جمهور والاقبال علي الانتخابات كان ضعيفا.
هذا الغياب له أسبابه الموضوعية والمنطقية.. ولابد من التوصل إلي حلول لها بطريقة موضوعية.
بالنسبة للدوري وضعت النيابة العامة عدة شروط لعودة الجماهير إلي المدرجات بعد مذبحة بورسعيد إياها والتي لا نستطيع أن ننساها لأنها كانت مأساة تاريخية بكل المقاييس.
للأسف لم يتم تنفيذ شروط النيابة وعلي رأسها تأمين الملاعب التي تقام بها المباريات.. فضلا عن ان الدولة ممثلة في وزارة الداخلية لا تريد عودة الجماهير خوفا من حدوث مذبحة جديدة في الوقت الذي سمحت فيه لأكثر من 10 آلاف من التراس اهلاوي بحضور تدريبات الأهلي بملعب التتش وآخرها أمس الأول.
نحن لا ننكر المجهودات الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية من أجل إعادة الأمن والاستقرار في الشارع المصري ولكن لابد ان تعمل الوزارة من أجل عودة الجماهير للمدرجات خاصة بعد النجاح الساحق لمباراة كأس السوبر التي اقيمت في العين الإماراتية وكما قلنا من قبل كان الجمهور هو الجمهور.. ولكن البيئة مختلفة.. هناك في الإمارات نظام وقانون يطبق علي الجميع وهنا في مصر فوضي وخروج عن القانون.
الداخلية وحدها لن تعيد الجماهير ولكن هناك اكثر من جهة لابد ان تساعد في ذلك مثل وزارة الشباب والأندية واتحاد الكرة وروابط الجماهير نفسها.
أما انتخابات البرلمان.. فيبدو ان الدولة لم تستعد لها جيدا الا من النواحي الأمنية واللوجيستية فلم يكن هناك استعداد جيد من أجل حشد الجماهير واقناعها بالذهاب إلي لجان الانتخابات واستطيع ان اقول ان الدولة ساهمت في هذا الاقبال الضعيف لعدة اسباب اهمها تأجيل الانتخابات أكثر من مرة.. ثم تحديد مواعيد فجائية فضلا عن قصر فترة الدعاية والتي حددتها اللجنة العليا للانتخابات بأقل من ثلاثة اسابيع وهي فترة زمنية قصيرة جدا.
هناك اسباب اخري منها عدم قدرة المرشحين انفسهم علي حشد الجماهير لأن الكثير من هؤلاء المرشحين لا يملكون المصداقية أو الشعبية الحقيقية في الشارع فضلا عن الميراث القديم الذي ورثه الشعب المصري من الانتخابات السابقة التي كانت غالبا تتعرض للتزوير المباشر أو غير المباشر خاصة انتخابات 2010 التي كانت مثالا صارخا للتزوير المباشر بينما كانت انتخابات 2012 مثالا للتزوير غير المباشر لخدمة فصيل بعينه كلنا نعرفه!
عموما فإن هذا الاقبال الضعيف والأقرب للمتوسط لن ينال من انتخابات 2015 ونزاهتها ونجاحها لأن الذين ذهبوا وحرصوا علي الادلاء بأصواتهم هم وطنيون ويمثلون قطاعات الشعب المختلفة نساء ورجالا وشبابا وسواء كانت النسبة 30% أو أقل أو أكثر.. فإن هذه الانتخابات شرعية 100% والذين تخلفوا عن هذا العرس الديمقراطي خسروا حتي لو كان بعضهم قاطع بسبب ارتفاع الاسعار أو بسبب قانون العمل الجديد لأنه لو كان ذهب واختار بدقة المرشح المناسب لكان ساهم في حل المشاكل التي منعته من الذهاب إلي لجان الانتخابات.
عموما مازالت هناك جولة للاعادة وهناك المرحلة الثانية الشهر المقبل وعلي الجميع ان يعيد حساباته.. الدولة والشعب.