المساء
عبد الحميد اباظة
مشهد لا أنساه!
شاهدت مقطع فيديو صغيراً لرئيس وزراء بريطانيا في الرعاية المركزة لزيارة صديقه ثم دخل شخص عرف نفسه أنه رئيس الرعاية وطالب رئيس الوزراء بالخروج مع مرافقيه من الرعاية لأنه أمر معارض للصحة العامة والعدوي بعصبية شديدة وسط ذهول الجميع.
المهم أن رئيس الوزراء أنصاع بسرعة للأمر وطالب مرافقيه بالخروج فوراً وقدم الاعتذار للاطباء علي ما بدر منه لكن ما أهمية هذا الموضوع. أهميته هو الانضباط حتي علي رئيس الوزراء لصالح العمل والمرضي وسألني أخي هل ممكن أن يتم ذلك في مصر ومتي سنري هذه الصورة الحضارية من كل الأطراف. مسئول الرعاية يهمه مرضاه بالضبط والربط. والمسئول أو حتي المواطن العادي ملتزم بالتعليمات. هكذا ينصلح الأمر لا يقوم أعضاء الفريق الطبي بالتصوير السلفي مع المسئول ولا يتركونه يدخل بالكاميرات والإعلام في الرعاية المركزة ولا يفرح مسئولو الصحة بزيارة فلان بك أو علان باشا وإلي الجحيم بالمرضي واللوائح والعدوي.
هذا المشهد يدل علي رقي في التعامل واحترام لكل شيء وهو عكس ما يحدث من فوضي الزيارات والتشريفات والمرور المفاجيء. أذكر للحق والتاريخ أن طبيب رعاية مركزة شاب منع أحد الوزراء من دخول الرعاية في دمنهور التعليمي وكنت أمين عام هيئة المستشفيات التعليمية وطلبت صرف مكافأة له فوافق الوزير آنذاك فوراً وحياه علي موقفه. كذلك في مستشفي الساحل التعليمي ايضا عندما منعت رئيسة التمريض وزير الصحة آنذاك من دخول وحدة زراعة الكبد وفق التعليمات فأمر بمكافأتها ووافق الوزير ولم يتردد في تكريمها إذن الأمور كانت في بعض الأحيان تقدر العمل للجميع. الأسس موجودة لكن لابد من مساعدة المسئولين ودعم من يؤدي عمله حتي تنصلح أحوال العمل بأصحاب الضمائر ومنفذي التعليمات لصالح المرضي. هل نشاهد هذا المقطع من الفيديو في مصر أن هذا حلم لن نراه علي الأقل في حياتنا القصيرة الباقية. يارب اصلح أحوال الناس وصحي ضمائرهم وامنحهم التواضع ورجاحة الفكر حتي نرقي باسلوب العمل وتحترم القانون.
أعتقد أن المجتمع المصري قادر علي الالتزام بهذه المباديء والتصرفات الحضارية بشرط أن يتم تطبيق اللوائح علي الجميع دون استثناء حتي لا نثير الأنفس بالفرقة بين الشخص العادي والبيه فلان أو فلان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف