"الانتخابات في مصر مية مية".. هكذا وصف "ستيفن فيكن" قنصل الولايات المتحدة الأمريكية بالإسكندرية اليوم الأول لانتخابات مجلس النواب في مرحلتها الأولي التي تختتم اليوم وتضم أربع عشرة محافظة.
اليوم الأول كان رائعاً ومثالياً سواء من حيث النظام أو الشفافية والنزاهة باعتراف المتابعين والمراقبين لعملية الاقتراع.. هذا التنظيم الجيد ساهم بصورة فعالة في تلاشي أو تراجع العديد من الظواهر السلبية وأهمها البلطجة والمناوشات بين أنصار المرشحين.
وبصرف النظر عن ضعف المشاركة او تفاوت نسبة الحضور بين لجنة ولجنة أو منطقة وأخري فإن الظاهرة اللافتة للنظر كانت في الحضور المشرف للمرأة المصرية والذي وصفه المستشار عمر مروان المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات في منتصف اليوم الأول بأنه يعادل أربعة أمثال نسبة حضور الرجال.
هذه المشاركة الفعالة في اليوم الأول تؤكد من جديد علي ان الرئيس عبدالفتاح السيسي كان محقاً في رهانه ـ مثل كل مرة ـ عندما وجه رسالة خاصة لسيدات مصر في كلمته للشعب دعا فيها المرأة أيقونة العمل الوطني ورمز التضحية للنزول والمشاركة في الانتخابات البرلمانية ورسم لوحة وطنية تليق بالأسرة الوطنية المصرية.
هذه المشاركة لا تتسق مع نسبة حضور الرجال التي لا تتناسب بأي حال مع التحديات التي يعيشها الوطن. فالمتربصون بمصر والمصريين لم يستسلموا أو يرفعوا الراية البيضاء.. ينتظرون فقط أي ثغرة لاختراق الوطن من جديد.
وهو أمر يستدعي تداركه اليوم قبل إغلاق الصناديق باعتبار ان مجلس النواب القادم سيكون الأخطر في تاريخنا الحديث حيث سيشهد إقرار العديد من التشريعات المهمة فضلاً عن دوره في مراقبة الحكومة في وقت أعلنت فيه الدولة بوضوح وبلا مواربة الحرب علي الفساد والمفسدين.
تذكر ان نزولك ومشاركتك مهمة وطنية فلا تتقاعس عن أدائها ثم تندم في وقت لا ينفع فيه الندم.. لا تعط الفرصة للخونة والعملاء الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم من أجل حفنة دولارات للعويل والمتاجرة بضعف الإقبال والصراخ عبر الفضائيات الكارهة لمصر والترويج لخزعبلاتهم وأفكارهم المريضة.
تحية واجبة للمرأة المصرية التي تؤكد في كل مناسبة انها بمائة رجل.
تغريدة :
لو صح الكلام عن ان اثيوبيا كانت من بين الدول التي امتنعت عن التصويت لمصر في مجلس الأمن فهي إشارة سلبية تحتاج إلي التحليل الوافي.. والوافي جداً.