الصباح
أحمد جلال
ديالوج 9.30 يفضح التكتم على المذبحة.. وتسجيل صوتى يحرض على القتل
*مراقب المباراة والحكم والمنسق الأمنى غمسوا أيديهم فى دماء الضحايا

وسط دائرة الاتهامات التى تحاصر وزارة الداخلية، ووزارة الشباب والرياضة.. يبقى رئيس الزمالك، ولجنة الأندية، ومن بعده اتحاد الكرة الطرف الأكبر فى دائرة الاتهام، بحكم أنهما الطرفان المسئولان عن تنظيم المباراة.. سواء ما يتعلق بدخول الجماهير، وطبع التذاكر، أو تعيين مراقبى المباراة الثلاثة «مراقب المباراة المعين من لجنة المسابقات، ومراقب الحكام التابع للجنة الحكام، والمنسق الأمنى التابع للجنة الملاعب».
بيت القصيد يتعلق بطبع وتذاكر المباراة المأساوية بين الزمالك وإنبى، والتى استأثر بها رئيس الزمالك لنفسه، رغم ما ذكره بعد ذلك بأنه تم تشكيل لجنة لتوزيع وطبع التذاكر برئاسة اللواء علاء مقلد، ويعلم جميع أعضاء نادى الزمالك أن مكتب رئيس النادى كان يتولى بنفسه توزيع التذاكر، ورغم أنه حاول تبرئة ساحته بإظهار دفتر يضم 1700 تذكرة لم يتم بيعها، إلا أن هذه الواقعة تعد دليل اتهام لرئيس الزمالك نفسه، لأنه يعنى أن كل من دخل الملعب كان عن طريقه شخصيًا، أو عن طريق مكتبه، ولم يثبت أن هناك منافذ لبيع التذاكر، ولم يكن هناك منفذ للبيع حتى أمام ملعب الدفاع الجوى، ما يطرح التساؤل حول تكالب هذا العدد الكبير من أجل الدخول، لاسيما وأن تصريحًا منسوبًا لرئيس الزمالك فى جريدة الوفد قال من خلاله إنه سيسمح للجماهير بدخول اللقاء مجانًا، ما كان سببًا لسقوط الجماهير فى فخ التوجه لملعب المباراة، وتكالبها على الدخول، فى وقت صمم فيه نادى الزمالك قفصًا حديديًا، بزعم تنظيم الدخول، وكان هذا القفص سببًا مباشرًا فى حدوث التدافع الذى أدى لوفاة 19 مشجعًا، بعد أن فشلت محاولات تنظيم دخول الجماهير بشكل فردى من ممر واحد فقط، وهو أمر لا يستقيم، مع العدد الجماهيرى الكبير، ويعكس فشلًا ذريعًا فى التنظيم.
ورغم أن جماهير الزمالك اعترضت حافلة الفريق المتجهة لملعب الدفاع الجوى قبل اللقاء، وأبلغت اللاعبين بأن هناك حالات قتلى، وطلبت عمر جابر بالتحديد، والذى رضخ لرغبة الجماهير، وأكد لهم أنه لن يلعب اللقاء، إلا أن رئيس الزمالك أصر على فتح الطريق أمام الحافلة، وطالب الأمن بعدم إلغاء المباراة بل وأدلى بتصريح خطير فى شبكة الشباب والرياضة مع الزميلة نجلاء حلمى قال فيه إنه لو كان مكان سائق الحافلة لدهس رقاب من حاول اعتراض طريقها، مشددًا على أنه لا تراجع عن إقامة اللقاء.
وأثبتت فيديوهات بالصوت والصورة أن لاعبى الزمالك بالكامل علموا بحدوث حالات وفاة، كما ثبت أن حكم اللقاء تلقى معلومات من أحد الزملاء الصحفيين، بوجود حالات وفاة، وطالبه بإلغاء اللقاء، ورغم أن الحكم محمود البنا، أقسم بأغلظ الأيمان بأنه لم يعلم بالأمر، وتصريحات سامى الطحان مراقب الحكام بأنه علم بحدوث حالات وفاة، قبل انتهاء اللقاء بربع ساعة فقط، فإن تصريحات مصطفى عبدالخالق عضو مجلس الزمالك المستقيل تعكس طرمخة الطرف المنظم على الواقعة خشية خسارة 3 نقاط، فى مشوار الدورى أمام غريم مباشر، سيتساوى مع الزمالك فى النقاط!!.. هكذا كان يفكر من وضع نفسه فى دائرة الاتهام!!
قال عبدالخالق إنه فوجئ بين شوطى لقاء الزمالك وإنبى بمكالمة هاتفية من ابنته وهى فى حالة هلع، مما أثار فزعه، وعلم منها أن وزارة الصحة أعلنت رسميًا عن وجود 5 قتلى، وعشرات المصابين، على إثر التدافع من أجل دخول ملعب الدفاع الجوى، وطلب عبدالخالق من أحمد نجل رئيس الزمالك وعضو مجلس إدارة الزمالك، أن يبلغ والده بتقديم طلب إلغاء المباراة احترامًا لحرمة الموتى، وعندما تجاهل رئيس الزمالك الطلب، انسحب عبدالخالق من المشهد، فور بداية الشوط الثانى احتجاجًا على تصرف رئيس النادى.
والمذهل أن العضو المستقيل تعرض لحملة شرسة، لمجرد أنه تجرأ وخرج عن النص بتقديم استقالته، وخرج بعض حملة المباخر لرئيس النادى ليزعموا أن استقالة عبدالخالق تأتى فى إطار حملته الانتخابية لمجلس النواب!!
وسط كل ذلك.. كان عيد عبدالعظيم المنسق الأمنى، فى وادٍ آخر.. ولم يدون فى تقريره أى شىء يتعلق بالأحداث التى وقعت خارج الملعب، ولم يطالب مراقب المباراة بإلغائها، واكتفى الجميع بالرقص على جثة 19 شهيدًا، ماتوا خلال اللقاء ليشاهدوا قطعة الجلد المنفوخ تحت رعاية رئيس الزمالك «منظم المباراة»!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف