الأهرام
مرسى عطا الله
الشهيد الرفاعى واللقاء الأخير!
17ــ صباح اليوم الثالث للحرب «الاثنين 8 أكتوبر» وتحديدا فى الساعة السابعة وبينما كنت أتابع ما يرد على وكالات الأنباء العالمية من تقارير وردود أفعال حول محصلة أول وثانى أيام الحرب فوجئت بمن يقتحم باب مكتبى الملحق بمكتب المتحدث العسكرى المصرى اللواء عز الدين مختار بمبنى القيادة المشتركة بمصر الجديدة ووجهه ينطق بفرح وسرور بالغ قائلا: «فين الجماعة هما لسة نايمين» وأجبته أن اللواء عز ذهب إلى مركز العمليات رقم 10 وأن العميد حسن الكاتب غادر إلى مقر المجموعة 26 بمصر الجديدة منذ نحو الساعة وسيعود فورا أما العقيد عبد الحميد شداد فقد أمضى الليل كله ساهرا ودخل إلى الغرفة المجاورة ليستريح قليلا.

وبعد ترحيب قصير به طلب الاتصال بهم لأنه ليس لديه وقت وسيغادر إلى الجبهة مرة أخرى ولأن الجميع كان فى شوق لرؤية هذا البطل فقد حضر كل من اللواء عز والعميد الكاتب فى أقل من 20 دقيقة بينما استيقظ العقيد شداد فى الحال وكان لقاءا حارا وحميميا فى مكتب المتحدث العسكرى الرسمى لتهنئته بنجاح عملية تفجير آبار البترول فى منطقة بلاعيم بسيناء وإشعال النيران فيها مساء أمس الأحد 7 أكتوبر لحرمان إسرائيل من الحصول على البترول والتى لم يكن قد تم الإعلان عنها حتى ساعة تاريخه بناء على طلب الرفاعى حتى يتم تأمين عودة باقى أفراد القوة المهاجمة من رجال المجموعة 39 فضلا عن اعتبارات الأمن والسرية المتعلقة بعمليات أخرى وشيكة وقام الرفاعى بتسليم فيلم كامل لعملية بلاعيم لإذاعته مع البيان العسكري.

وأتذكر الآن أن البيان العسكرى الخاص بعملية بلاعيم لم يصدر إلا بعد مرور 26 ساعة من وقوعها ففى اللحظة التى اتفق فيها على إذاعة بيان عملية بلاعيم كان إبراهيم الرفاعى ورجاله يهاجمون بجرأة نادرة الموقع الإسرائيلى الحصين شرق بور فؤاد.. ففى الساعة الحادية عشرة وثلاثة وعشرين دقيقة من مساء الاثنين 8 أكتوبر قطع راديو القاهرة برامجه ليذيع بيان عملية بلاعيم بينما الأبطال من المجموعة 39 بقيادة الرفاعى يطهرون آخر ما تبقى من نقاط حصينة فى خط بارليف شرق بور فؤاد.. ولم نسعد بلقاء الرفاعى مرة أخرى فى مكتب المتحدث العسكرى كما وعدنا فبعد 11 يوما من هذا التاريخ جاءنا النبأ الحزين باستشهاده فى منطقة الدفرسوار.. وللتاريخ أقول بأن الذى اتخذ قرار تشكيل هذه المجموعة القتالية «39» بقيادة البطل إبراهيم الرفاعى فى أعقاب حرب يونيو 1967هو اللواء محمد أحمد صادق عندما كان مديرا للمخابرات الحربية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف