ريهام مازن
لماذا يرفض المصريون التصويت في الانتخابات؟
لماذا لا تدلي بصوتك؟ سؤال محيّر.. ح تقول واجب وطني، مسألة لا تحتاج إلى كلام، فبالطبع ستنعكس أثاره على مصر.. ما أحزنني كثيرا، هو وجود النية لدى العديد من المصريين لعدم التوجه للإدلاء بأصواتهم في انتخابات أخطر مجلس نواب في تاريخ مصر!
تحظى انتخابات مجلس الشعب المقبل أو برلمان 2015 بزخم كبير في الأوساط السياسية والمجتمعية المصرية باعتبارها الاستحقاق الانتخابي الثالث والأخير من خارطة المستقبل بعد الاستفتاء على دستور لجنة الخمسين والانتخابات الرئاسية في عام 2014، خاصة مع احتدام الجدل حول قانون تلك الانتخابات وقوائمها، وبعد أن فازت 7 قوائم انتخابية بموافقة اللجنة العليا للانتخابات على الترشح لمجلس الشعب 2015.
ولماذا يعد مجلس النواب القادم الأخطر في تاريخ مصر؟
هذا البرلمان القادم يعد أخطر مائة مرة من مجلس الشعب السابق، بعدما نص الدستور على اختصاصات كلا من البرلمان والرئيس.
لأنه في الوقت ذاته، تواجه مصر حاليا أخطر الظروف سواء الخارجية (تحالف دولي ضدها) أو الداخلية (زيادة نسب الفقر والجهل والمرض والبطالة والفساد والبلطجة وغيرها).. في تاريخها المعاصر.. وكل هذا يحتاج إلى إصدار قوانين وتشريعات .. للحد من الفساد و البروقيراطية.. وجذب الاستثمارات الخارجية والداخلية.. ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق وجود برلمان يقوم بإذدار القوانين والتشريعات.
ولن ننسى أن تاريخ مصر العظيمة غني، فهي أصل علوم الحضارة ومهد التوحيد الديني ومهبط العديد من الأنبياء والرسل وأسرهم، وقد سبق أن انتصرت على الهكسوس والمغول والتتار والصليبيين واليهود وطردت الرومان والفرنسيين والإنجليز.. وغيرهم. والأهم من كل ذلك أن مصر غنية بطاقتها البشرية والمادية والعديد من الخامات والثروات والتي لم تستغل الاستغلال الأمثل ليوزع العائد منها بعدالة بين المصريين.
بدأت الانتخابات البرلمانية في الداخل مرحلتها الأولى التي شملت 14 محافظة بحالة من التفاؤل، إلا أنها تضاءلت بعض الشيء أمام إقبال تراوح بين المتوسط والضعيف في معظم اللجان، والسبب الذي يعزي إليه الكثيرين عزوفهم وخاصة فئة الشباب رفضهم للمرشحين، هو عدم معرفة العديد بماضي المرشحين وحاضرهم ومستقبلهم.. فيما لام آخرون المرشحين لعدم تواصلهم وعرض أنفسهم بصورة أفضل وألقى البعض الأخر باللائمة على الإعلام الذي يرى أنه تقاعس عن أداء دوره في التوعية بالانتخابات. بينما هناك من يرجع السبب لعدم معرفة الناس بالمرشحين سواء فردي أو قوائم.. وظهر الناخبين في اليوم الأول والثاني كلهم من كبار السن أصغرهم في الخمسين من العمر.
عزوف الشباب والجيل الصغير عن المشاركة، في الحقيقة غير مبرر، لأنهم ببساطة أصحاب المستقبل.. فإذا كان عزوفهم عن الانتخاب لعدم اقتناعها بالمرشحين، فهذا حق أصيل لهم في تلك الحالة وعليهم أن ينزلوا حتى وان كان لإبطال صوتهم، وبذلك يكونوا قد سجلوا موقفهم بصورة أوضح.
تلقيت رسالة من المواطن سيد عمرو، أحد القراء يطرح فيها وجهة نظره عن البرلمان ونظرته للمرشحين، والرسالة:
مساء الخيرات ...
لدي اقتراح بسيط...
بالنسبة للإخوة المرشحين الجدد.. لو أن اللجنة العليا للانتخابات، أصدرت قرار بقوة القانون أو ما شابه ذلك، بإلغاء الحصانة لأعضاء مجلس الشعب خارج المجلس.. وأضفي علي ذلك، تكاليف الدعاية الانتخابية، بدلا من أن تصرف علي اللافتات، توجه إلى تحسين الخدمات بالمستشفيات أو تحسين المدارس، ثم لا يتقاضي العضو الموقر مبالغ ماليه عن حضور الجلسات.. لان المفروض أن جميعهم إما تجار أو رجال أعمال يعني بالبلدي لديهم مصدر رزق أخر.. والبلد ميزانيتها لا تتحمل.. أعتقد أن بعد هذا الاقتراح، سينزل عدد المرشحين للربع أو اقل.. وتبقى العملية محصورة في عدد أقل من المرشحين وتسهل عملية الاختيار للأصلح، الذي يبتغي مصلحة بلدنا!
تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم!
من قلبي: إذا كنا فعلا نبتغي المصلحة العليا لمصر ونتطلع للتغيير لأم الدنيا، فعلينا بالنزول والاختيار والإدلاء بصوتنا لمن يستحق.. وإلا نترك الساحة ثانية للفاسدين والمنتفعين من البرلمان، وأصحاب النفوس الطامعة في خيرات هذا البلد، ممن لا يشبعون من العهود السابقة.. يقول الله سبحانه وتعالى: "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيرّوا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم!