إذا كانت مصر قد انتصرت في معركة الإرهاب، فإنها لم تنجح حتي الآن في المعركة الاقتصادية.. وإذا كان الاستقرار في كل الدنيا يعطي مؤشرات اقتصادية إيجابية في البورصة، وفي الاستثمارات، فإنه في مصر لم يحقق إلا مزيدا من الاسترخاء والاتكالية واللا مبالاة.. ظهر ذلك جليا في مقاطعة انتخابات البرلمان، وكأنه مجلس نواب دولة مجاورة.
أعداء هذا الوطن، ومنهم محسوبون علي أهل البيت، فشلوا في اسقاطه بالإرهاب ويحاولون الآن محاصرته اقتصاديا، واسقاطه.
الأمانة تحتم علينا أن نقول أن الاقتصاد المصري في وضع حرج.. ليس كلامي، ولكنه كلام رجال الأعمال والمال والمستثمرين والمصنعين الذين استمعتم اليهم جيدا في جلسات مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي.
هذه حقيقة إذا حاولنا أن نقفز عليها، أو تزويقها، نكون كمن يدفن رأسه في الرمال عمدا.. هذا جانب من المشكلة، جانب آخر استشعرته في حديث هؤلاء ان المسئولين «يزوقون» الحقيقة للرئيس، ولا يريدون - ربما - أن يبينوا له صعوبة الوضع الاقتصادي.
هناك من يحارب مصر بالإرهاب، وبإيواء عناصر إرهابية، وبتفجير برج كهرباء، أو بزرع قنبلة، وهناك من يحارب مصر بتعطيل المراكب «السايرة»، وبوضع «العقدة في المنشار» حتي لا تسير العجلة.
لازال هناك من يحارب هذا البلد في العديد من وزارات مصر ودواوينها.
كما أن اللص لم يعد هو ذلك الشخص الذي يصعد إلي الأتوبيس ويقلب الركاب، فإن الإرهابي ليس فقط الذي يرفع السلاح ولكنه من يسعي لإسقاط هذا البلد اقتصاديا.