الجمهورية
يسرى السيد
محافظ القاهرة يقتل مترو مصر الجديدة بدم بارد !
للترام والترولي باص والمترو ذكريات لاهل القاهرة والاسكندرية وسكان العواصم والمدن العريقة تاريخيا وحضاريا وايضا المدن الحداثية.. نعم مازال للماضي سحره الخاص سواء كان ذلك پفي مبان أو پمدن أو پوسائل مواصلات.. مثلا مازالت العربات التي تجرها الخيول أو پالسيارات الانجليزية القديمة أو القطارات بشكلها التقليدي. احد المعالم التي تحرص بعض الدول علي بقائها رغم التقدم العلمي الذي تمتلكه في وسائل المواصلات. لانها ببساطة تعبر عن عراقة وتاريخ قد تتميز به علي المدن والدول "بنت امبارح"!!
انا مثلا من ركاب وعشاق مترو مصر الجديدة ومازالت الذاكرة مشحونة بذكريات الترولي باص والسنجة "اللي" بتقع پوينزل الكمساري يركبها.. ومترو مصر الجديدة شهد ايام طفولتي وشبابي بخطوطه المختلفة.. الميرغني وعبد العزير أو پالالف مسكن والنزهة والمطرية الدراسة وترام شبرا وترولي باص العباسية والسيدة زينب وقطار "المرج- كوبري الليمون" باب الحديد.. رمسيس للاجيال الجديدة التي لاتعرف هذه التسميات.
مثلا كان مترو مصر الجديدة مسرحا حيا لطفولتنا وشبابنا.. كان يكفينا اشتراك المدرسة لركوب خطوط المترو والتجول بين عمارات وشوارع مصر الجديدة النظيفة الراقية وكان لصوت المترو واحتكاك عجلاته بالقضبان موسيقي تضج بالحياة والحيوية في مدن الصمت.. وكان المترو والترام من وسائل المواصلات الآمنة والواسعة والمريحة وتستوعب في الرحلة الواحدة بضع مئات من الركاب في حين ان اي اتوبيس لم يكن يستوعب نحو المائة عندما يتحول الي علبة سردين!!.. يعني كان يحل مشكلة المواصلات عندما كانت حالة عرباته ممتازة پقبل تدهور حالته بعد انتقال تبعيته من شركة مصر الجديدة الي محافظة القاهرة ومن وقتها اصبح حاله لايسر عدواً ولا حبيباً.. تهالكت عرباته لغياب الصيانة وسرت الشيخوخة في جسده مثل حال هيئة النقل العام قبل تجديدها.. وهذا المسلسل من قتل مترو مصر الجديدة والترام هو نفس السيناريو الذي حدث مع مصانع القطاع العام بتخريدها وتحويلها لجثة هامدة حتي يصلح معها المثل الشهير اكرام الميت دفنه.. وحنا اكرام المترو خلعه!!
ومنذ سنوات تقترب من الـ26 عاما كنت مندوبا لتغطية أخبار محافظة القاهرة وكان محافظها في ذلك الوقت د. محمود شريف عالم الأورام الشهير ومحافظ الشرقية ووزير التنمية المحلية الأسبق.. نقلت له ما يردده البعض من ضرورة إلغاء خطوط الترام بالقاهرة لأنها تعوق المرور؟.. ولم استطع ذكر مترو مصر الجديدة لانه كان تابعا لشركة مترو مصر الجديدة من ناحية ومن ناحية اخري كانت حالته پمازالت جيدة بعد.
ابتسم د.شريف پقائلا: سيبك منهم.. هذه مواصلات نظيفة غير ملوثة للبيئة مثل عوادم السيارات پالتي يريدون زيادتها بعد الغاء الترام حتي يزداد جحيم پالقاهرة پوتتحول إلي اكبر بيئة حاضنة لكافة الأمراض الصدرية والسرطانية.. وأضاف بحسم الجراح بدلا من قتل المريض علينا علاجه لذلك لابد من دعم الترام ومترو مصر الجديدة بوحدات جديدة وسريعة لأنها الأمل في حل أزمة المرور في القاهرة حين تكون الوسيلة الأسهل والأسرع والأرخص وللحفاظ علي صحة سكان القاهرة من جهة ثانية..
تذكرت ذلك الآن ومحافظ القاهرة الحالي د.جلال السعيد محافظ القاهرة يرفع سيفه ويزيل قضبان مترو مصر الجديدة وشبكاته الكهربائية التي تكلفت المليارات من الجنيهات في الوقت الذي نبحث فيه عن كل مليم. وبنفس الحجج التي رد عليها د.شريف منذ أكثر من 25 عاما "!!"
ولدي العديد من الأسئلة پالتي اتوجه پبها إلي د.السعيد وهو أستاذ للنقل بكلية الهندسة. إذا كان تصرفك من الناحية العلمية والعملية سليما. بماذا تفسر سيادة المحافظ احتفاظ العديد من بلاد العالم بالترام الكهربائي والترولي باص حتي الآن مثل سويسرا والعديد من دول العالم.. فهل هم متخلفون ونحن متقدمون عنهم بالتفكير؟
* سيادة المحافظ پالا تدرك ان وسيلة المواصلات النظيفة "صديقة البيئة" توفر مليارات الجنيهات تنفق من ميزانية الدولة المريضة علي أمراض السرطان والصدر وغيرها.. وتحافظ علي ما تبقي من "نظافة" في هواء القاهرة!!
* سيادة المحافظ: ألا يمكن تطوير وشراء وحدات جديدة تزيد من الكفاءة وتحل مشكلة المواصلات العامة بل وتكون جاذبة وعوضا لأصحاب السيارات الخاصة إذا كانت الخدمة متميزة فيها؟
* سيادة المحافظ: من يدفع فاتورة إهدار مليارات الجنيهات التي انفقت علي هذا المشروع ومن أين سندفع مرتبات العمالة فيه؟ أم سنحولهم إلي بطالة حقيقية بعد نقلهم كعمالة زائدة إلي مرافق أخري.
* سيادة المحافظ يمكن تطوير هذه الوحدات لتعمل بالطاقة الشمسية ولو جزئيا وبالتالي نكون قد قدمنا نموذجا في استغلال الطاقة الشمسية الرخيصة.
* سيادة المحافظ: مترو المطرية ومصر الجديدة ومدينة نصر كانوا يربطون أطراف القاهرة ويمنعون جشع سائقي التاكسي والميكروباص. والآن أنت تقطعها سيادة المحافظ . وتقدم المواطن لقمة سائغة لمافيا الميكروباص والتاكسيات.
أرجوك سيادة المحافظ تراجع وادرس الأمر بعيدا عن أصحاب المصالح أو الخيال الفقير!!
مقاطع من مشاعر غير متدفقة
* أيها الشهداء.. ممكن تحكولي ايه اللي بيحصل عندكم؟
* أيها الشهداء ممكن توصفولي شكلنا ايه عندكم؟
* اعذروني أيها الشهداء.. خنتكم وعشت بعدكم
* أيها الشهداء ذنبكم خلص من جتتي وانا اعيش بعدكم و اري هؤلاء يتاجرون بنا وبكم !!
* ناس متكفنة بحب الوطن وناس متكفنة بعرق الغلابة
* شيدوا لانفسهم مقابر وشواهد من رخام.. اما الغلابة فشيد لهم الطين مقابر من نور
* نويت اكون فاسدا حتي اجد لقدمي مكانا بينكم.. مقال لم استطع كتابته وعمل لم استطع فعله حتي الآن
* في ميدان التحرير.. اثار اقدام لقوادين ونخاسين.. وبقع دماء مازالت ساخنة لشهداء ابرار دفعوا حياتهم ثمنا للاشيء.
* مرت من هنا ثورة اسمها 25 يناير.. يافطة بدم الشهداء في ميدان التحرير
* المجد لقبور مجبرة علي ضم النبلاء واللصوص بين جنباتها دون اعتراض
* المدعون في كل مكان.. الويل كل الويل للحقيقيين
* طوبي للصامتين في زمن المهرجين
* للشهداء في زمن الثورات درجات.. هذا من علية القوم وذاك من الرعية .
* أخجل من نفسي لانني عشت بينكم بعض لحظات.. رسالة s.m.s تلقيتها علي الموبايل من شهيد في الآخرة
* طوبي للصمت في زمن الضوضاء
* طوبي للجنيه في زمن الدولار
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف