الأهرام
عبد المجيد الشوادفى
روسيا تنتصر للعرب
قبل ستة أشهر تباينت الرؤى فى الدول الاوروبية والعربية بشأن مواجهة تنظيم»داعش» والوضع فى سوريا وتناقضت المواقف بين التاييد والرفض للحل السلمى ومدى إمكان استمرار الرئيس بشار الاسد أو رحيله بعد تخاذل امريكا والتحالف الغربى فى التعامل مع التوسع العسكرى للتنظيم الارهابى فى العراق وسوريا وقفزته الضخمة الى ليبيا ووجود انصاره ومؤيديه فى دول اخرى بما يهدد بانهيار تلك الدول وتفتيت كياناتها واستثمار مواردها وثرواتها فى تمويل اعمال ارهابية تتخطى حدود المنطقة وتحويل شعوبها الى ضحايا القتل والتفجير واللجوء الى الدول الاجنبية.

وكشفت صحيفة »الواشنطن بوست« عن خطة الترهيب من جانب « داعش» لدول التحالف الغربى ونقلت عن بيان للتنظيم ان لديه جنودا مدربة على الاراضى الامريكية منهم 71 فى 15 ولاية جاهزين لتنفيذ الهجمات وان 22 جنديا تحددت لهم اهدافهم وستكون الاشهر الستة المقبلة مثيرة للاهتمام. الامر الذى دفع الادارة الامريكية للحيطة والحذر بحيث يتولى احد حلفائها مهمة التصدى للتنظيم الارهابي.. وبالفعل قصفت 75 طائرة حربية تركية يومى 25و26 يوليو الماضى 400 هدف لمواقع « داعش « فى سوريا.. واخرى لحزب العمال الكردستانى بالعراق وكشف وزير خارجية تركيا ان قوات بلاده نفذت ضرباتها بالاتفاق مع الولايات المتحدةدون تدخل من جانبها.. وكان وعد الرئيس الروسى »بوتين« بتقديم الدعم العسكرى ومواصلته لنظام الرئيس السوري.. وجاء التحذير الامريكى من استمرار دعم روسيا للرئيس الاسد ومهاجمته كل خصومه «دون تمييز» متناغما مع رغبة الرئيس التركى «اردوغان» فى رحيل رئيس سوريا عن السلطة. ومرة اخرى عاودت الدول مواقفها المتناقضة والمتضاربة حول الوضع فى سوريا ورئيسها.. فقد تراجع الرئيس التركى اردوغان ودعا الى مرحلة انتقالية للسلطة دون الاسد او فى وجوده وبمشاركته او بغيرها.. بينما حاولت امريكا مغازلة روسيا بمبادرة حول انتهاء الازمة..وفى خطوة متقدمة لتقترب من محاذاة الموقف الروسي.. وجهت فرنسا ضربة جوية لــ «داعش» سوريا واعتبار ذلك التزاما راسخا لمحاربة الخطر الارهابى الذى يهدد امنها القومي.. ودعا وزير خارجيتها الى محادثات سياسية دون شرط مسبق.. واعرب امين عام الامم المتحدة عن امله فى تقارب بين الرئيسين الامريكى والروسى ازاء مشاركة الرئيس السورى فى مفاوضات انهاء النزاع ومكافحة تنظيم داعش.. وفى اطار ماسبق فإن موقف روسيا وتصرفاتها منذ بداية الازمة وحتى الآن يؤكد تمسكها ومواصلتها دعم الرئيس بشار الاسد ونظامه ايمانا من قيادة الرئيس بوتين بضرورة احترام الشرعية الدولية الداعية الى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وادانة محاولات دعم وتسليح « المعارضة» وتسميتها بالمعتدلة، خاصة بعدما تبين ان جانبا منها تحول الى فصائل تتعاون مع داعش وتسللت بعض عناصرها الى جموع اللاجئين الذين يتدفقون على الدول المجاورة عربية وأوروببة. ويبقى القول بأن ما تتمسك به روسيا من ثوابت مواقفها وما تقدمه من دعم سياسى واقتصادى وعسكرى للنظام فى سوريا لمحاربته للارهاب والحفاظ على كيان دولته يتوافق تماما مع ما قدمته روسيا من ذات الدعم لكل من مصر وسوريا معا بعد هزيمة 1967 وما تحقق لهما بفعله من الانتصار على عدوهما المشترك عام 1973 ولتؤكد ان القوة فى روسيا تنتصر دائما للعرب دون استغلال لثرواتهم او احتلال لأراضيهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف