المساء
نبيل عمر
طارق عامر ..!!
مع خفض سعر الجنيه المصري مرتين في أسبوع واحد وارتفاع سعر الدولار التهبت أسعار المواد الغذائية في مصر بطريقة غير مسبوقة. وشعر الناس بحالة ضيق كبيرة نتيجة لأن الحكومة ليس لديها خطة سياسية لمواجهة هذه المشكلة.
وزارة التموين عاجزة وليس لديها بدائل للحل.. وكل ما استطاعت أن توفره تخصيص سيارات متنقلة محملة بالسلع الغذائية واللحوم والخضروات لبيعها للمواطنين بالميادين والمناطق الشعبية.
والسؤال هنا: كم مواطنا سوف يستفيدون من شراء بضائعهم من تلك السيارات المتنقلة؟ لو فرضنا أن عددهم بلغ مليون مواطن - مع استحالة الوصول لهذا الرقم - فماذا سيفعل بقية المواطنين الذين لا يجدون هذه السيارات أصلا! ماذا سيفعل 89 مليون مواطن لشراء احتياجاتهم بهذه الأسعار للبضائع التي تحملها السيارات المتنقلة؟
الحكومة تلجأ لمسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع لمواجهة غلاء الأسعار.. والدكتور خالد حنفي وزير التموين يؤكد أنه يتم التنسيق مع جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة للعمل علي توفير كافة الخضر والفواكه بأسعار مخفضة تتناسب مع المواطنين خاصة محدودي الدخل من خلال بيع المنتجات في المنافذ التابعة للوزارة وكذلك منافذ جهاز الخدمة الوطنية.
طيب يا دكتور خالد.. وماذا يفعل المواطنون في القري والريف وفي المراكز والمدن التي لا توجد فيها هذه المنافذ ولا تري أصلا سيارات البيع المتنقلة؟ هل نتركهم يشترون كيلو الطماطم بتسعة جنيهات ويقاطعون اللحوم التي وصل سعر الكيلو منها إلي 90 جنيها والدواجن التي ارتفع سعرها بطريقة جنونية؟
أم انك سترد علي ما أكتبه وتقول: هؤلاء يزرعون الطماطم ولديهم الطيور واللحوم فليأكلوا مما يزرعونه وليذبحوا مما ¢يربونه¢ في بيوتهم من الأبقار والدواجن!
إن استخدام عبارة ¢محدودي الدخل¢ يا دكتور خالد فقدت معناها من كثرة ترديدها ونحن نسمعها منذ أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك.. هذه العبارة أصبحت ¢مضغة¢ في أفواه المسئولين يرددونها فقط للاستهلاك المحلي.. ولا يفعلون أي شيء تجاه هذه الفئة التي نسيتها الحكومات المتتالية!
قل لي - بالله عليك - ياوزير التموين: هل تكفي 160 طنا من الخضروات والفاكهة شعب مصر يوميا لسد جوعه حتي ولو كانت بأسعار تقل عن السوق بـ 25% من الأسعار السائدة؟
محدودو الدخل الآن في مصر لا يقلون عن 97% من سكانه.. ولنفترض أن هناك 85 مليونا منهم رواتبهم ودخولهم لم تتحرك في الوقت الذي تتضاعف فيه الأسعار 200% ثم تأتي - يا سيادة الوزير - وتقول لنا أو تقنعنا بأن السيارات المتنقلة ستحل المشكلة!
المفروض أن ينزل المواطن - أي مواطن - ويجد السلع متوفرة في الأسواق عموما بالسعر المناسب لدخله. ولا يجد أن الطماطم علي سبيل المثال وصل سعر الكيلو منها إلي 9 جنيهات بدلا من ثلاثة.
سياسة المسكنات لن تفيد المواطن علي المدي القريب أو البعيد.. ونحن نعلم أن ميزانية الدولة بها عجز كبير يستعصي علي الحل.. والمطلوب من تلك الحكومة ¢الرشيدة¢ أن تبحث وتنقب عن حل سحري يواجه أزمة الجنيه لأنها هي الحكومة التي قبلت أن تحكم شعبا فقيرا لا يقل عدد المصريين فيه عن 80 مليون مواطن فضلا عن البطالة المنتشرة بين الشباب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف