استجابة لتوصية دولية من الأمم المتحدة.. أكد اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن تعداد الأقباط في مصر غير معروف ، وعندما سأله الزملاء بمجلة المصور في الحوار الرائع الذي أجروه معه في عددها الأخير عن أن القيادات القبطية تقدرهم مابين 14 إلي 18 مليونا.. قال من أين جاءوا بهذا الرقم، سيما أنه ليس كل الأقباط يذهبون إلي الكنائس ؟؟!

وبصرف النظر عن توصية الأمم المتحدة.. فإن إجابة السيد رئيس الجهاز مدهشة للغاية لأنه تصور أن الأقباط يقومون بعد أنفسهم أثناء الصلوات أو زياراتهم للكنائس، فهل يتم إحصاء المسلمين في مصر بعدد المصلين في المساجد؟؟!

لا يا سيدنا.. الكنيسة لديها سجلات دقيقة للغاية بأعداد المواليد وحالات الوفيات في كل شبر من أرض المحروسة واسأل البابا تواضروس.. فلا يوجد قبطي واحد يولد أو يتوفي إلا ويتم تسجيله في سجل الكنيسة التابع لها.. سواء كان يصلي فيها أو في غيرها.. حتي لو كان مقيما بالخارج، يحدث هذا من مئات السنين وقبل حتي انشاء جهاز الإحصاء الذي ترأسه سيادتك.

وليس هناك تناقض البتة بين حجم التعداد وحرية العبادة وحقوق المواطنة، أو توجيه أي اتهامات للدولة بالتفرقة والطائفية إذا ما أجرت مثل هذا الإحصاء، وبالمناسبة ليس في الأمر خطورة أو تهديد للأمن القومي والسلام الاجتماعي.. فهل يتصور سيادته أن أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة بجلالة قدرها لا تحصي أعداد مواطنيها من كل الديانات ؟؟! في الوقت الذي تصدر فيه إدارتها احصاء سنويا بأتباع كل ديانة في كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة نفسها، وفي آخر إحصاء لها أعلنت الإدارة الأمريكية أن ديانات سكانها تتشكل من البروتستانت بنسبة 51.3%، والرومان الكاثوليك 23.9%، والمورمون 1.7% ، والطوائف المسيحية الأخري 1.6% ، واليهود 1.7% ، والبوذيين 0.7% ، والمسلمين 0.6%، وغير محددي الديانة 2.5سس%، وغير المنتسبين لديانة محددة أو ملحدين 12% ، وأصحاب الديانات الأخري 4% !!

وهنا أكرر مقولة الوطني الكبير مكرم عبيد باشا الذي تحل ذكري ميلاده الـ 126 بعد غد الاثنين «اللهم يا رب المسلمين والنصاري اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واجعلنا نحن نصاري لك، وللوطن مسلمين» آمين.