الأهرام
محمد أمين المصرى
وزير التموين
رغم التحليلات السياسية المتباينة لنتائج ما ظهر بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، ثمة مؤشر يمكن الاسترشاد به فى الفترة المقبلة، وهو «الظاهرة الكلامية»، فكان سقوط القوى السياسية فى الانتخابات نتيجة طبيعية لتماديهم فى الظاهرة التى تستنفد وقتهم فى البيانات والتعليق على قرارات الدولة ، وتكون تعليقات فى الغالب مؤيدة لما تم إعلانه من قرارات وكأنهم «ببغان» يردد ولا يفهم.

فلم نر جماعة سياسية تنشق عن القطيع وتتقدم باقتراح أومبادرة ، ويكتفون بإبداء رأيهم الموافق على أى موقف سياسى أو اقتصادى تعلنه الرئاسة عموما وربما الحكومة أحيانا.

ثم يأتى الاختبار صعبا للجميع ويتقاعس الناخبون عن الذهاب لمراكز الاقتراع، وهم ليسوا بغائبين عن الوعي، ولكن بكامل وعيهم، فالناخب يعلم أن الدولة إرادت انجاز الدستور وانتخابات الرئاسة فقط من خريطة المستقبل و»ركنت» الاستحقاق البرلمانى لانه صعب. وحتى لما دعت الدولة لحشد التصويت ، لم يلتفت أحد.

فقد غيبوا الأمل عن الشعب ، ولكنه لم ييأس ولقنهم درسا بليغا يقترب من درس انتخابات 2010. ويعلم الناخب أن الدولة تسعى لتغيير دستور أقره 20 مليون مواطن، فكانت النتيجة ماثلة أمامنا، غاب المواطن عن الصندوق ورفض التعامل معه.

من أسباب هذا الغياب تصريحات الوزراء الوهمية، وعلى رأسهم وزير التموين الذى يبدأ يومه ويختمه بأمان لو صدقت لكانت مصر دولة عظيمة، فهو بشرنا بمراكز ترفيه عالمية وصوامع غلال استراتيجية دولية ومناطق وموانئ لوجستية ومراكز تجارية وأرباح خيالية لشركات الوزارة والقضاء على مشكلات القمح وخلافه. الرجل يتحدث عن دولة غير مصر ويعلم يقينا أنه لن يراجعه مسئول فى كلامه، فالوزراء على دين ملوكهم. ويتعامل الرجل مع الإعلام على أنه «كربون» ينقل أحلامه لجهات أخري، ليس للمواطن نصيب منها.

ولعلى انتظر ردا بأن الوزير يتفانى فى حب مصر ويعمل فى ظل تكليفات الرئيس مثل بقية الردود. ولهؤلاء نقول : لم تدركوا بعد أن الأسد لن يظل فى قفصه طويلا، وياليتكم تستيقظون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف