بات من الضرورى أن يعرف الشعب المصرى والعربى بل والإسلامى ما الذى تُعلّمه المعاهد والجامعات الأزهرية والحصص الدينية للطلاب وغيرهم الذين لا يؤلفون بل يحفظون وينقلون ثم يخرجون على الشعوب بالسلاح والمتفجرات.
ملف التدريس بالأزهر الذى نشرته مجلة الثقافة الجديدة مارس الماضى يوضح للأسف مصدراً رئيسياً للتكفير والعنصرية والقتل باسم الجهاد.
يجب أن نطرح على شعبنا مناهج الأزهر، لنناقشها ونعرف حقيقة ما يتعلمه أبناؤنا، وهل هذا دين الله؟
يعلمونهم أن تارك الصلاة وهو مكلف غير معتقد لوجوبها يُستتاب أو يُقتل، وتاركها كسلاً يُستتاب أو يُقتل! وإن سمى قتله حداً لا كُفراً!
ورغم أن هذه آراء فقهاء فقد قُدمت لتلاميذ الإعدادى وحدها دون غيرها من آراء تخالفها.
القتل هو الحد الذى يتعلمه طالب الثانوى من كتاب (الاختيار لتقليل المختار فى الفقه الحنفى) لمؤلف مات سنة 683 هــ، عندما يتحدث عن الرجم يقول: «وحد الزانى إن كان محصناً الرجم بالحجارة حتى الموت»، ويدلس على الطلاب بالقول إن هذا إجماع العلماء!
ويعلِّم الكتاب أيضاً أن القتل حد المرتد عن الإسلام، رغم أن قتل المرتد ليس نصاً وحوله اختلاف كثير بين المشايخ، بل ينكره بعضهم.
يتعلم التلاميذ: «إذا ارتد المسلم يُحبَس ويُعرَض عليه، فإن أسلم وإلا قُتل».
فإذا قتله قاتل قبل العرض لا شىء على القاتل! وهذا الذى استند إليه محمد الغزالى (خريج الأزهر) فى قتل فرج فودة عندما قال إن قاتل فودة افتأت على السلطة (قام بعملها) وعقابه يكون على افتئاته عليها.
كما يدرسون: «وإسلام الصبى العاقل وارتداده صحيح ويجبر على الإسلام ولا يُقتل».
والمرتدة تُحبس وتُضرب فى كل الأيام حتى تُسلم، ولو قتلها إنسان لا شىء عليه ويُعزر.
وفى كتاب الإقناع لطالب الانتفاع خلص د. محمد عبدالباسط إلى أن الجهاد بالكتاب اقتصر على معنى واحد فقط هو القتال ضد الكافر ولكنه لا يحدد الكافر الذى يجب قتاله ومتى؟
وينتهى الكتاب إلى أن القتل (الجهاد) عملية مستمرة حتى فى الأشهر الحرم لا يوقفها إلا عدم قدرة المسلمين عليها، بل إن الفرد ملزم بدفع الشبه عن الإسلام بالحجة وبالسيف فى حال نكوص الجماعة عن أداء هذا الغرض. وماذا قال سيد قطب للناس بخلاف هذا الذى يتعلمه طلاب الأزهر؟
كما يتعلمون أن جهاد أهل الكتاب أفضل وأيسر: «يُقاتل من تقبل منهم الجزية حتى يُسلموا أو يبذلوا الجزية، ومن لا تقبل منهم حتى يُسلموا»، وأكد: «يجوز تثبيت الكفار، وهو كبسهم ليلاً وقتلهم وهم غارون (أى على غرة) ولو قُتل فيه من لا يجوز قتله كالمرأة والصبى وغيرهما». كيف يدرس الأزهر لأبنائنا هذا؟ إننا بحاجة لأن نعرف عدو الدين والوطن الذى يضع هذه المناهج؟ أليس هذا إنكاراً لآيات صريحة «أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، و«لست عليهم بمسيطر» و«لست عليهم بوكيل».
كيف يقدم الأزهر لتلاميذه أحكاماً واحدة قاطعة بالقتل فى قضايا حولها اختلاف فى الأحكام ينتقى أشدها تطرفاً ولا إنسانية وتخلفاً؟
كيف يعلِّم الأزهر أن النساء تُضرب كل يوم حتى يسلمن؟
هل هذا فى كتاب الله أو حديث رسوله؟
لماذا يخرج مشايخ الأزهر للناس بخطاب دعائى بينما هم فى الواقع يعلّمون الطلاب غير ما يقولونه لنا، ما يدفعهم لتكفير المجتمع وقتاله وإجباره على الإسلام بالقوة والسلاح؟
كيف تعلّم مؤسسة توصف بالوسطية أن أحكام القتل هى أحكام ترك الصلاة والزنا والردة والجهاد؟
ثم ما ضرورة أن يدرس أبناؤنا كتباً لمؤلفين ماتوا منذ أكثر من ألف أو مئات السنين وكأنها من عند الله لا تبديل فيها؟