المساء
خالد امام
الاصطياد في الماء العكر

كلنا يعلم ان "أ. ب" نقد أن يتسم النقد بالمصداقية والأسلوب المحترم ويكون هدفه الصالح العام وتصويب الأخطاء.. بالتالي.. فإن ما يتعرض له الرئيس السيسي الآن بصفته وشخصه من هجوم بعض الإعلاميين عليه لا يندرج تحت النقد المباح لانتفاء شروطه بل هو اصطياد في الماء العكر في وقت دقيق وحساس تتعرض فيه البلاد أرضاً وشعباً وثروات لمؤامرة خارجية وحرب إرهابية بغطاء أمريكي.
الوقائع كثيرة وفي اتجاهات مختلفة مما يؤكد ان الهجوم ممنهج.. لكن ما استفزني فعلاً هو كلام الإعلامي عمرو عبدالحميد مقدم برنامج "الحياة اليوم" حول عدم تقديم واجب "الضيافة" للإعلاميين الذين كانوا يغطون زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر.
أقول للأخ عمرو.. إذا كنت تعرف دولة تقدم "الضيافة" للإعلاميين خلال زيارة رئيس أي بلد فليتك تذكرها بالاسم.
وحتي يرد الأخ عمرو أو لا يرد.. فإنني أدحض كلامه السابق والآتي بسرد ما عايشته بنفسي طوال 6 سنوات كنت فيها رئيساً للتحرير وضمن الوفد الصحفي والإعلامي "الرسمي" المرافق للرئيس الأسبق حسني مبارك في غالبية زياراته الخارجية.
يا سيد عمرو.. زرنا مع مبارك أمريكا والصين وروسيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها.. واؤكد لك انه ولا دولة كانت تقدم "ضيافة" لا لرؤساء التحرير ولا للصحفيين والإعلاميين فيما عدا الدول العربية باعتبار مصر أكبر دولة عربية وللصلات الوثيقة بيننا وبينها.. وأنا مستعد لمواجهة من يكذبني.
الاقامة بالفنادق كانت علي حساب مؤسساتنا.. والسفر كان غالباً في طائرة الرئاسة.. وأثناء المباحثات الرسمية كان يحدث معنا نفس ما حدث في قصر القبة خلال زيارة بوتين بل كنا نتواجد في قاعة أقل مساحة ولمدة أطول من 5 ساعات.
وسأسرد عليك واقعتين فقط لعلك تقتنع وتستطيع أن تسأل لتتأكد:
* خلال زيارة مبارك لروسيا انتهت المباحثات في وقت متأخر من الليل لم يقدم خلالها أي ضيافة لرؤساء التحرير والصحفيين والإعلاميين.. وعندما عاد الجميع إلي فنادقهم وجدوا ان المطعم قد اغلق "شطب" فكان عشاؤهم "ملبس" من بونبونيرة في لوبي الفندق.. آه والله "ملبس".. ميم ولام وباء وسين.. !!!
* في 2010 وكنا في رمضان وفي عز الصيف انتهت مباحثات أوباما ومبارك والملك عبدالله الثاني وأبو مازن ونتنياهو وكذلك المؤتمر الصحفي قبل مدفع الافطار بدقيقتين فقط.. خرجنا مسرعين من البيت الأبيض سيراً علي الأقدام حتي الفندق لنجرح صيامنا.. ويمكنك أن تسأل أي رئيس تحرير وقتها لتتأكد من صدق كلامي من عدمه.
ضيافة إيه التي تتحدث عنها يا أستاذ.. هي الناس رايحة تغطي شغلها والا لتعبئة بطونها.. ؟؟!!
أنا معك في أمرين لا غير: الخطأ الذي حدث خلال عزف السلام الروسي وأظن انه تمت محاسبة المخطئين. وأن يدخل شاب يحمل صينية حلوي باعها للصحفيين والإعلاميين فهذا خطأ جسيم يستوجب الحساب والعقاب.
أرجوكم.. أوقفوا حملتكم المغرضة والتي أصبحت ذات رائحة كريهة سواء كانت بقصد أو جهل.
وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف