سامى عبد الفتاح
الألتراس .. ومسئولية غياب الجماهير
بداية جيدة لموسم كروي جديد لم يكشف بعد عن ملامحه.. إلا أن البداية الجيدة تؤكد ان الكل متحمس لأخذ زمام المبادرة في هذا السباق الكروي. لتفادي المعاناة في منتصفه ثم الندم في آخره.. ولكل من الأندية الـ18 هدفه المعلن أو المستتر.. فالزمالك والأهلي فقط وحدهما من أجهرا باستهداف الفوز ببطولة الدوري من الضربة الأولي.. لجماهيرتهما الكبيرة ولأنهما اعتادا علي ذلك من قديم الأزل.. أما الباقون من الكبار مثل الاسماعيلي والمصري وإنبي الذين يتطلعون للمنافسة وتحقيق المفاجأة فإن لديهم مدربين أذكياء لن يغامروا بالتعهد بالمنافسة علي بطولة الدوري في الوقت الحالي.. ولكن إذا ابتسم الحظ لأي منهم خلال جولات النصف الأول من المسابقة.. وقتها سوف نسمع ونقرأ ونري تصريحات الثقة من هؤلاء المدربين. ومنهم ميدو وهاني رمزي وحسام حسن. وربما يدخل معهم البلغاري مالدينوف المدير الفني للاتحاد السكندري الذي كان أذكي من الجميع بالتصريح بأن فريقه غير مؤهل للمنافسة علي بطولة الدوري هذا الموسم حتي يأكل عيش ولا يطيحون به مع أول سقطة.
ومن ملامح الجولة الأولي انه لم ينجح أحد من الصاعدين الثلاثة في اقتناص ولو نقطة واحدة وهم غزل المحلة وأسوان والانتاج الحربي.
إلا أنها مجرد بداية والمشوار مازال طويلاً جداً. وبلا شك ان تطلعات الأندية الثلاثة ألا تتكرر عودتهم للقسم الثاني والاستمرار لموسم آخر علي الأقل في استنشاق هواء الدوري الممتاز واللعب مع الكبار.
ولمحة أخري.. خاصة بالمدرجات الخاوية للموسم الثالث علي التوالي. وسعي المسئولون في اتحاد الكرة لإعادة الجماهير بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية أي مع مطلع العام الجديد.. إلا ان هذا السعي سوف يذهب هباء ما لم يجد العون والمساعدة من الإعلام ومن الجماهير نفسها.. خاصة ممن يطلقون علي أنفسهم اسم الالتراس فهم سر البلاء كله ولا يتعلمون من الدرس أبداً.. فهم يرفعون شعار كرة القدم للجماهير.. وأنا معهم والجميع معهم في هذه الحقيقة فلا كرة بدون جمهور وحتي وان أتت بكل البطولات فالمتعة الحقيقية في التواصل المباشر والفوري بين المدرجات والمستطيل الأخضر.. فإذا غابت الروح عن المدرجات كان ما يحدث في المستطيل الأخضر مجرد عرض صامت. محطم للعزائم والهمم.. إلا أن أصرار روابط الالتراس علي الاستقواء ومواجهة الأمن ورجاله يجعل أمر عودة الجماهير مرفوضاً. أو علي الأقل مستبعداً في الوقت الحالي.. وما حدث أمام ستاد بتروسبورت. قبل مباراة الأهلي وطلائع الجيش يؤكد ان هناك مجموعة أغبياء تحرك هذه الجروبات لغير صالح اللعبة. واستنفار رجال الأمن الذين قبلوا بالتحدي. فحدثت تجاوزات غير مقبولة. مثل منع بعض مسئولي الأهلي. بمن فيهم أعضاء مجلس الادارة من الدخول ونفس الحال لعدد كبير من الصحفيين والزملاء الإعلاميين. بعد ان بلغ العناد برجال الأمن مبلغه غير المقبول فأغلقوا الأبواب أمام الجميع لنعود الي الوراء خطوات.. فإذا تعالي العناد من الطرفين فلن يدفع الثمن سوي الجمهور الحقيقي والكرة المصرية كلها المقبلة علي تصفيات المونديال.. وما أدراكم ما المونديال الذي لم نر أضواءه منذ 25 عاماً.