المساء
خالد العشرى
بطل يمـوت ثابتـاً حراً وآخر يموت غدرًا
رحم الله الكابتن ثابت البطل.. كان بطلا في مشوار حياته.. ثابتا في مواقفه بطلا عند وفاته.. عاش وسط حب واحترام الجماهير المصرية بكافة ميولها.. ويوم وفاته تأكد بما لا يدعو مجالا للشك كم كان عظيما.. كانت جنازته مهيبة ويوم دفنه لا ينسي.. الاعداد كانت غفيرة وكنت آخر الصف فقطعت مشوارا طويلا لكي أكون في مقدمة الصفوف.. وبعد معاناة وصلت للمقدمة.. لم أكن أصدق انه مات برغم اني كنت في المستشفي حتي الصباح ليلة وفاته بعد ان اتصل بي الزميل الكابتن شوبير وأخبرني بخبر الصدمة في الثالثة ليلا فاتجهت للمستشفي وسط العشرات من النجوم.
وفي يوم الدفن ذهبت ليس كصحفي ولكن كصديق للراحل البطل.. لم أتركه ونزلت معه القبر وكنا خمسة أحد أقاربه والكباتن طاهر أبو زيد ومجدي عبدالغني ومحمود صالح وشوبير.. وتولي وقتها الكابتن طاهر أبوزيد الدعاء للراحل.
تحدي البطل الموت ولم يكن ليذهب الي الاستاد بأمر الأطباء المعالجين.. فقد كانت آخر التقارير الطبية تؤكد ان ساعة الرحيل كانت حانت.. ولكنه ذهب لمساندة فريقه وتتويجه بطلا.. وشعرنا وقتها انه في لحظاته الاخيرة بالفعل وربما كان قد مات وأفاق علي قبلة النجم الكبير محمد أبوتريكة بعد احرازه هدفا في المباراة.
لم يصل البطل لمنزله بعد المباراة وفارق الحياة تاركا خلفه رصيدا من النجاح والحب.
اهتزت علاقتي به في بداية التعارف حتي انه منع اللاعبين يوما ما من الحديث معي.. ومع كثرة التعامل بيننا زاد التعارف والتقارب والحب والاحترام المتبادل فأصبحت من المقربين إليه. اختلفنا واشتبكنا ولكن لم يستمر ذلك طويلا بعد ان عرفته اكثر وعرفني.
كان برغم قوة شخصيته وحدته في الكلام طيب القلب عادلا بين الجميع كان يكره الكذب والنفاق والكسل.. لا يفوته فرض مهما حدث.. وكان الاهلي عنده فوق الجميع.
لم يكن له اطماع ولا طلبات غير العمل في الأهلي فبقي فيه حتي رحل عن دنيانا.. ولكن مواقفه العظيمة لم تمت لأنه تعلمها من الكبار وحافظ عليها فحافظت عليه.. واليوم كلما حلت ذكراه تحدث عنه الناس كأنه مات بالأمس.
وفي ذكري وفاته أتذكر كيف مات البطل.. وكيف يموت ابناؤنا في الوقت الحالي.. هناك اناس يموتون واقفين علي أقدامهم.. يدركون ان الاقدار اقتربت منهم كثيرا.. وهناك من يموت غدرا.. يموت قبل ان يبدأ.. قبل ان يفرح.. يموت ولا يعلم ان الاقدار قد اقتربت.
لقطات
هناك حرب علي أصحاب المواقف المحترمة.
لا مكان للعاقل وسط السفهاء.. ولا مكان للسفيه وسط العقلاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف