الوطن
د. محمود خليل
عرائس رأس السلطة
عجيبٌ أمر السلطة الحالية التى تسأل عن السبب فى عدم نزول الناس للانتخابات، فى حين ترطرط عرائسها بكلام يصرف الناس عن النزول صرفاً. قبل المرحلة الأولى للانتخابات ذكر سامح سيف اليزل، المقرر العام لقائمة «فى حب مصر» أن نواب قائمته سيطالبون بتعديل عدد من مواد الدستور التى تحد من صلاحيات الرئيس، بهدف منحه صلاحيات أكبر وأوسع على حساب صلاحيات مجلس النواب. قالها «سيف اليزل» قبل أيام من انطلاق المرحلة الأولى، ولا أستطيع صراحة أن أقرر هل كان هذا الكلام ضمن العوامل التى أدت إلى عزوف الناخبين عن المشاركة أم لا، لكن ما أستطيع أن أؤكده أنه أعطى انطباعاً لدى كثيرين أننا أمام رجل يرى أنه يمثل الرئيس، وليس المواطن الذى استفتى على الدستور ووافق عليه، تكرر الأمر نفسه مع النائب «عبدالرحيم على»، أحد الفائزين بمقعد برلمانى فى المرحلة الأولى. قال «عبدالرحيم» فى حوار له مع جريدة «الوطن» إنه يجد أن من ضمن مهامه العمل على تعديل المواد الدستورية الخاصة بسحب الثقة من رئيس الجمهورية، لأنه لا يمكن لرأس الدولة أن يعمل، وهناك سيف على رقبته.

يحمل هذا التصريح نفس التيمة التى ظهرت فى تصريح «سيف اليزل» إذ تؤكد من جديد أن النائب يرى أنه ممثل للرئيس، وليس ممثلاً للشعب. وهو يقول ذلك قبل انتخابات الإعادة بساعات، وقبل انطلاق المرحلة الثانية للانتخابات، تعال وحدثنى بعد ذلك عن حجم المشاركة المتوقعة فيهما!. من حق النائب الجديد أن يكون له وجهة نظره فى الدستور ومواد الدستور، ولن أسأله عن موقفه من الاستفتاء عليه، وهل كان يسوّق ويروج له عبر منصته الإعلامية متعددة الأدوات أم لا، لن أسأله بماذا صوّت على الدستور.. بنعم أم بلا. فذلك شأنه!، لكننى أسأل عن حكاية السيف المسلط على رقبة الرئيس والمتمثل فى «سحب الثقة»، والذى لا يستطيع العمل بسببه: هل تتصور «أيها النايب» أن إلغاء المواد التى تنص على ذلك سينجّى الرئيس من شعبه إذا أراد التغيير؟ لن أرد على هذا السؤال، لكننى سأُسمعك رد الرئيس نفسه عليه!. ذكر الرئيس «السيسى» فى كلمته أمام قمة شرم الشيخ -مارس الماضى- أن إرادة المصريين هى التى حققت التغيير فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وأشار إلى أنهم قادرون على التغيير، وأن الشعب إذا أحب تغيير «الرئيس» مرة أخرى فسيغيره. هذا كلام «السيسى» نفسه للعرائس التى تثرثر اليوم بهذا اللغو. نعم الشعب الآن هو صاحب القرار، وعلى الرئيس الذى استوعب هذه الحقيقة أن يأخذ فى الاعتبار أن تلك «العرائس» تتشابه كثيراً مع «العرائس» التى ظهرت على مسرح «نواب 2010»، الذى أدى إلى ثورة يناير، وعلى مسرح «نواب 2012» الذى قاد الشعب إلى النزول فى يونيو. العرائس التى ظهرت فى الحالتين لم تستطع أن تنجّى القيادة من الشعب، حين غضب. وقد أصبح الرئيس مطالباً الآن بأن يخرج على المصريين ويعلن موقفه من رطرطة «العرائس» الجديدة حول تغيير الدستور.. الوقت أصبح ضيقاً!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف