بعث أب برسالة لأبنائه اختار أحد مواقع التواصل الاجتماعى لتكون الوسيلة التى يحبونها ويفهمونها لإيصال رسالته رغم أنه فى بيت واحد يجمعهم ، ووضع أعلى الرسالة صورة للورقة المالية فئة الخمسة قروش ثم قال لهم أتدرون من نحن ؟نحن جيل المشى إلى المدرسة ذهابا وإيابا وفى عز الحر والبرد وطوال السنة الدراسية ، جيل كان يتم اختباره فى المنهج من الجلدة للجلدة لا ملزمة و لا درس خصوصى ولا اختيارات ، جيل »أكتب القطعة 10 مرات »وحل المسألة على السبورة أمام الطلبة والمفتش ،جيل لم يدخل المدرسة بالهاتف المحمول ولم يشك كثافة المناهج ولا ثقل المدرسة ولا كثرة الواجبات المدرسية ،جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا ،ولم نضطرهم لعمل واجباتنا المدرسية،كنا ننجح بلا وعود دافعة للتفوق والنجاح كل ما كان يقال لنا ذاكر لأنك تنجح لنفسك ولمستقبلك ، جيل مجلات الحائط والنشاط الإذاعى والمسرحى والرياضى والمسابقات الثقافية ،جيل لم ينهر من عصا المعلم ولم يتأزم عاطفيا من ظروف العائلة، ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا ،لم نرقص على الأغانى التافهة السخيفة الصاخبة،وكنا نقبِل المصحف عند فتحه وغلقه ، جيل لعب »السيجة« بعلبة كريم اليد الخاصة بأمه بعد أن يفرغ ونملؤه بالرمل ولم نحمل آباءنا تكلفة لعبنا ،جيل كان ينام عندما تأمر أمه بذلك وتنطفىء مصابيح الكهرباء ، كنا نتسامر كثيرا ونضحك أكثر وننظر إلى السماء بفرح و نعد النجوم حتى نغفو،جيل كان يصفق للطائرة وهى تمر فوقه فى السماء ويحيي الشرطة بحب وإحترام ،للوالدين والمعلم والأكبر سنا ومقاما هيبة ووقار،جيل احترم سابع جار وتقاسم المصروف والسر واللقمة مع الصديق ،تربينا على الحب والتسامح والعفو وننسى هفوات بعض.

أنا بدورى أهدى هذه الكلمات لكل من عاش تلك اللحظات الجميلة التى مرت مَر السحاب وأتساءل ياترى ماذا سيقول أبناء الجيل الحالى للقادم من الأبناء والأحفاد وأى صورة سيضعونها أعلى رسالتهم ؟سأقول لكم الأسبوع المقبل .