الأخبار
عمر طاهر
دق الطبول عابر
< ما يؤنس الواحد في هذا البلد عمره أطول من رئيس جامعة يمنع ندوة للعالم عصام حجي لدواع أمنية <

إيماني بالأفكار التي بثها أحد الإعلانات التجارية التي تقول إن من يبني بيتا يختلف كثيرا عمن يبني حياة، وأن من يسير خلف الناس يختلف عمن يخترع لنفسه طريقا جديدا، إيماني بهذه الأفكار التي قدمها الإعلان لم ينقص بعد أن اكتشفت كم هو رديء المشروب الذي يعلن عنه، دع ما للمشروب للمشروب وما للأفكار المهمة للأفكار، من هذه المنطقة يفسر الواحد لنفسه محبته لهذا البلد.
سيختفي المشروب الرديء من الأسواق وتظل الفكرة مستقرة في الوجدان تؤنس الواحد علي الطريق، وما يؤنس الواحد في هذا البلد أكبر من أن الأمن يطارد شابا علي فيس بوك ويحبسه 3 سنوات لأن حسه الساخر يهدد النظام ولا يقترب الأمن نفسه من سريحة الخيول والبلطجية عند الهرم الذين طفشوا السياح مثلا، ما يؤنس الواحد في هذا البلد عمره أطول من رجل قانون يتفنن في تعليم حضور جلساته الأدب بالحكم عليهم علي الهواء بالسجن لأن أسلوب أحدهم لم يعجبه وفي الوقت نفسه نري هذا الرجل بعد أن وجه إليه أحدهم كلمتين يتراجع ويعتذر علي الهواء عن انه كان مضطرا لتحويل واقعة كان صاحب الكلمتين بطلها إلي النيابة، ما يؤنس الواحد في هذا البلد عمره أطول من رئيس جامعة يمنع ندوة للعالم عصام حجي لدواع أمنية، وأن يكون صاحب المركز الأول في المرحلة الأولي من الانتخابات علي مستوي مصر رجل بني مستقبله السياسي بشنطة بلاستيك سوداء خرج بها من مكان ما يحمل تسجيلات لأشخاص كان أولي بالنظام أن يحبسهم لو كانت هذه التسجيلات تعني شيئا، يقول الرجل الذي يجلس علي المقهي وقد خدم هذا البلد أكثر من سيادة النائب ( هذا الرجل كان يقود أتوبيس نقل عام ينقل به الناس من مكان إلي مكان علي مدي 30 عاما)، يقول: ياما دقت علي الراس طبول، هذه الطبول لم تجعل الرجل يستمع يوما ما لنصيحة المذيع الذي طلب ممن لا تعجبه مشاكل الحياة اليومية في مصر أن يأخذ باسبوره ويغور من البلد، دق الطبول عابر والعازفون (سارقاهم السكينة)، والصبر علي (النمرة الرديئة) شيمة أصحاب الفرح، ولا أحد يغادر خشبة المسرح ويعود إليه من جديد إلا إذا كان نبطشي الفرح متواطئا، والرهان علي طولة بال الناس غدار أكثر من الكيمياء، ونظام مبارك لن يعود، لكن الأسوأ أن من كانوا يجلسون في عهده علي مقاعد الاحتياطي سيظهرون لفترة، لا بأس (خلينا نتسلي)، أيام لن تغير حقيقة محبة الواحد لهذا البلد، وحقيقة أن الدوري سيكون مشتعلا، وحقيقة أن رمضان صبحي لاعب موهوب، وأن 25 يناير ثورة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف