حسن المستكاوى
متعب وغالى وثالثهما الإيثار !
** من وحى مشهد الإيثار الذى كان بطله كابتن الأهلى عماد متعب، التقطت الزميلة الإعلامية منى الشاذلى فكرة حلقة تعلى من قيمة هذا الإثار، والتواضع، والروح الرياضية، وكلها قيم أخلاقية فى غاية الأهمية، وهى أيضا من أهم القيم الإنسانية التى تعليها الرياضة.. هكذا جمعت منى الشاذلى بين نجمين، وبين قائدين للفريق. متعب وحسام غالى. ودار الحوار عن المشهد الذى خطف أبصار الجمهور حينما أمسك متعب بكأس السوبر بصفته كابتن الفريق، فإذا به يطلب من حسام غالى التقدم لرفع الكأس، باعتبار أنه الكابتن الأسبق وفقا لقرار المجلس وهو الفائز بلقب أحسن لاعب فى المباراة..
** كلاهما متعب وغالى من النجوم الذين انحنيا أمام النجاح، ولم يتعاليا على الناس أو على جماهيرهما، بسبب هذا النجاح. وكلاهما يلعب برأس مرفوعة. وإن اختلف المركز والموقع. متعب يرفع رأسه وسط حصار المدافعين كى يرى المرمى وهو فى قلب المنطقة. وغالى يرفع رأسه كى يرى الملعب كله، ويبدأ من مركزه هجمات فريقه حين يمتلك الكرة. وفى الأداء برأس مرفوعة كبرياء وشياكة..
** كلاهما متعب وغالى تحدثا عن المباراة وعن أحداثها، وعن بعض المشاغبات التى حدثت بسبب وقوف رمضان صبحى على الكرة. وفى مشهد يسجل غضب حسام غالى الشديد من اللاعب الناشئ علق «الكابيتانو» كما يلقبه جمهور الأهلى، بأن هذا السلوك تسبب فى توتر المباراة، وضياع التركيز، وكان الفريق مسيطرا فى تلك الفترة، ثم أوضح قائلا: « لا يجب على اللاعب أن يعيش فى خلافات الجماهير مهما كانت درجة هذا الخلاف..»..
** شهدت الحلقة هتافات جماهيرية تقليدية، للفريق وللنجمين، وبدا كأننا فى مدرج كرة قدم أو باستاد التتش. وكانت الهتافات عبارة عن أهازيج وشعارات يرددها جمهور الدرجة شمال. وحين قال النجمان أنهما يفضلان هذا الهتاف، تعالت صيحات الإعجاب من جانب الحضور.. ثم وزعت كرات تحمل توقيع غالى ومتعب. وحصل الجميع على الإهداء بمنتهى المحبة والسعادة..
** الإعلاميون أنواع فى شخصيتهم حين يضىء لون الكاميرا الأحمر معلنا دوران التصوير على الهواء. بعضهم مثل مدفع الكلاشينكوف، يطلق الرصاص، ويصيب بأسئلته ضيوفه فى الصميم بحثا عن الحقيقة، ويفوز بها أو لا يفوز بها . لكنه فى النهاية يخرج منتصرا لمهنيته وواجبه، وبعض الإعلاميين، يستخدم ثقافته الواسعة العريضة فى إثراء الحوار مع الضيوف، وينتصر بهذا الإثراء. وبعض الإعلام يحركه المنطق الأخلاقى، ويراه هدفا فى حدذاته. من حسن الحظ أن النماذج الثلاثة موجودة ومشهودة الأن، ولعلها الأكثر مشاهدة . وقد فعلت منى الشاذلى ذلك فى حوارها مع النجمين. ومضت حتى النهاية لإعلاء قيم الزمالة والتعاون والإثار والقيادة..
** لم تكن الحلقة احتفالا بفوز الأهلى بكأس السوبر للمرة التاسعة، ولا احتفالا بخروج الفريق من أزمة عنيفة هددته، ولكنها كانت احتفالا بقيمة أخلاقية وإنسانية.. وترسيخ أهمية وفكرة أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، عمليا وتحت ظلال الأضواء الباهرة وعدسات التليفزيون وأمام الملايين فى مصر والعالم العربى.. ترى من هذا فى تلك الأيام يقدم زميله على نفسه فى لحظة مجد وانتصار..؟