المساء
محمد جبريل
أمين الحسيني وهولوكست هتلر!
منذ أعلن دافيد بن جوريون في مكتب البريد بتل أبيب قيام دولة إسرائيل. وموارد الكيان الصهيوني تعتمد - بالإضافة إلي الثروات الهائلة التي استولي عليها من ثروات الشعب العربي في فلسطين - علي يهود العالم. بالتوسل أو الابتزاز أو التهديد. وظلت ألمانيا - في حالتي الانقسام والوحدة - مورداً مهماً لإسرائيل.
أفادت حكومة تل أبيب من ادعاءات الهولوكست والمحارق النازية في محاسبة الحكومات الألمانية المتوالية علي جرائم النازي. باعتبارها الوريث لحكومة هتلر. جعلت إسرائيل من إدانة هتلر علي المحارق وأفران الغاز جرائم لا يسقطها توالي السنين. وطاردت من اتهموا بالمسئولية. حتي الذين فروا إلي دول أمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم. بل إن الابتزاز الصهيوني استصدر قراراً من الأمم المتحدة - تحت ضغط واشنطن - يدين من ينكر الهولوكست. ويعاقبه.. وهو ما حدث بالفعل لعدد من كبار المفكرين الأوروبيين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خرج عن النص. بما أثار عليه القيادات السياسية والإعلامية في الكيان الصهيوني. فقد رفع التهمة عن هتلر. وحاول أن يسيء بالتهمة نفسها إلي المناضل الفلسطيني العظيم الحاج أمين الحسيني.
أخفق نتنياهو في تحسين صورته الشخصية. وصورة دولته. في نظر الرأي العام العالمي. بل وأخفقت الميديا الصهيونية في التخفيف من سخط شعوب الغرب ضد بشاعة الممارسات الإسرائيلية.
ثورة الساسة والإعلاميين علي نتنياهو لا تصدر عن تعاطف مع أمين الحسيني. وإنما لأنه أبطل الدعاوي التي تبتز بها إسرائيل عواطف العالم وأمواله.
منذ الحرب العالمية الثانية حتي الآن. بدا الاتهام أقرب إلي التلفيق الذي يستحيل تصديقه. لا أحد يقبل اختراع نتنياهو الذي وجد فيه وسيلة لتشويه صورة الزعيم الفلسطيني التاريخي. وتشويه صورة الشعب الفلسطيني بالتالي. بالإضافة إلي معاودة ابتزاز التعاطف الإنساني بين شعوب العالم.
حين يحدث التشتت. وتغيب القدرة علي التركيز. وتنعدم الثقة أمام تطورات الأحداث. فقد يلجأ المسئول السياسي إلي ما يعينه علي استعادة عافيته الصحية والنفسية. فإذا أصر علي أن يواصل مسئولياته في ظل غياب العافية. فإن أسهل الأشياء أن يشير بأصبع اليد إلي الآخرين. لتشير بقية الأيدي إلي الذات.
لذلك كانت ثورة الداخل الإسرائيلي أضعاف السخرية والإشفاق في العالم.
إنها محاولة يائسة للابتعاد عن الأفق الذي يراه الفلسطينيون جيداً. وإن تعامي نتنياهو عن رؤيته!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف