الأخبار
حمدى الكنيسى
يسقط الإحباط .. يحيا التفاؤل
صحيح ان ثمة عزوفا من البعض عن المشاركة في الانتخاب، لكننا نملك ان نتفاءل عندما ننظر الي الامور بموضوعية وصدق نوايا

سادت مؤخرا نغمة بعضها بريء وأكثرها مريب، بأن المرحلة الاولي من انتخابات مجلس النواب تعثرت وهددها الفشل لان الناس في حالة إحباط بسبب الأزمة الاقتصادية خاصة بعد القرارات التي صدمت المجتمع قبل الانتخابات بأيام معدودات أي في أسوأ توقيت ممكن، فكان قرار هشام رامز رئيس البنك المركزي الذي أسقط الجنيه مترنحا امام الدولار، ثم كان ارتباك الدولة في مواجهة تداعيات ذلك من ارتفاع في الاسعار وخاصة اسعار الواردات التي تمثل أكثر من ثلاثة أرباع احتياجاتنا الغذائية، الي جانب ما تعرض له الاستثمار.
من جهة أخري كانت دعوة الرئيس لاستيعاب بعض قطاعات الشباب ممن تأثروا بالدعايات المغرضة وما تسعي اليه حروب الجيل الرابع والخامس، بهدف تضليلهم وافقادهم الثقة في الوطن وفي أنفسهم.. ومع ذلك لم يحدث التحرك المنظم المكثف لتحقيق هذه الدعوة التي تجسد الحرص علي عودة هؤلاء الشباب الي مكانهم في الصفوف الاولي لمصر ـ الثورة.
هكذا لعبت أوتار عديدة علي نغمة «الاحباط» وكأنها تدعو الي تكرار ما بدا انه عزوف عن المشاركة في انجاز الاستحقاق الاخير لخارطة الطريق التي وضعتنا علي طريق النجاة من أهوال مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي يستهدف تمزيق وتفتيت مصر باعتبارها الجائزة الكبري في المخطط الرهيب، والتي بسقوطها تسقط كل الدول العربية، ونجونا والحمد لله من ان نلقي مصير اشقائنا في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال الذين سقطوا في مستنقع الصراع الدموي الذي يسقط ضحاياه قتلي وجرحي وغرقي وهاربين ولاجئين ومضطهدين.
يحيا التفاؤل
صحيح ان ثمة عزوفا من البعض عن المشاركة في الانتخاب، لكننا نملك ان نتفاءل عندما ننظر الي الامور بموضوعية وصدق نوايا، فاذا كانت نسبة من صوتوا في الانتخاب 26.56٪ من عدد الناخبين فإن دولا كثيرة ـ منها دول متقدمة تتراوح النسبة فيها بين 25 الي 30٪ يعني نسبتنا معقولة وليست محبطة كما يقولون وان كنا نتمني بل نتوقع ان تزيد في المرحلة القادمة، وعلي فكرة هل تذكرون ياحضرات ان نسبة التصويت في انتخابات مجلس الشوري التي هللت لها الجماعة وحلفاؤها كانت 6٪ فقط؟!
الآن تؤكد الدروس المستفادة من المرحلة الاولي ان الاخطاء التي وقعت وأدت الي قلق البعض واستغلال المتربصين، يمكن تجاوزها وتلاشيها فقد تراجع الغموض الذي شاب المرحلة الاولي، وصار الناس الآن اكثر فهما واستيعابا للعملية الانتخابية، وصارت الاحزاب والقوائم اكثر حرصا وحماسا علي التحرك الفعال وفقد تجار الدين أسلحتهم.. وسوف يتواصل فشلهم في قنص الاصوات، ويتأكد فشلهم في تحريض الناس علي عدم المشاركة في الانتخاب.
من جهة أخري اعتقد ان تعيين طارق عامر رئيسا للبنك المركزي بدلا من هشام رامز سوف يوقف مذبحة الجنيه امام الدولار، كما ان رئيس الحكومة شريف اسماعيل بدأ فعلا مع الوزراء المعنيين في ضبط الاسعار وترشيد الاسواق.
من جهة أخري اتوقع وأرجو ان يدرس الاعلاميون اخطاءهم فلا يجنحون الي المبالغة والاثارة، وبالتالي يحرصون علي حشد الناخبين بالمنطق والنبرة المقنعة ويوضحون الاهمية القصوي لمجلس النواب القادم وضمان النزاهة والشفافية في الانتخابات، ولا يتسرعون في نشر الاخبار غير المؤكدة مثل نسبة المشاركة او تخلف الشباب عن التصويت. ولنتذكر ان الاعلام بامكانياته الهائلة يستطيع ان يستنفر حماس الجميع ليواصلوا إبهار العالم بالاداء الواعي، والاختيار الدقيق لاستكمال يليق بخارطة الطريق ويرتفع الي مستوي الابهار العالمي الذي حققناه في ثورتي يناير ويونيو.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف