** كان رودى جارسيا مدرب فريق روما شجاعا ومغامرا حين دفع بمحمد صلاح فى مباراة فيورنتينا، وعلى ملعب فريقه السابق «ارتيميو فرانكى» فى فلورنسا، فالمباراة فيها حساسية الصراع على الصدارة، وفيها حساسية موقف صلاح نفسه، والمشكلة التى تعرض لها بعد انتقاله إلى روما متخليا عن فيورنيتنا، وهو ما ظهر فى صافرات الاستهجان التى ظلت تطارد صلاح كلما لمس الكرة.. لكن لاعبنا لم ترهبه تلك الأجواء، وأعتقد أن من أهم مواهب صلاح ومهاراته أنه هادئ الأعصاب (ممكن بارد ).. يبتسم وهو يلعب وسط الضغوط، كثيرا ما أتساءل عن سر تلك الابتسامة الخفيفة المرسومة على وجهه.. هل هى ابتسامة الرضا بما وصل إليه أم هى ابتسامة الاستمتاع بكرة القدم.. هل هى نتيجة لأهدافه الخمسة التى جعلته هداف روما؟
** صلاح كان مثل قيصر روما وهو يسجل هدف فريقه الأول، فكان محاصرا بخمسة مدافعين، وكأنهم خمسة جياد فى صحراء الجزيرة العربية، تكر وتفر وتعفر، ثم سدد وسجل بمنتهى المهارة.. وكان هدفه هو مفتاح فوز روما. فخرجت الصحف الإيطالية فى اليوم التالى مزينة بصوره، ومنها جازيتا ديللو سبورت التى اعتبرت انتصار روما من الاوامر التى رضخ لها فيورنيتنا.. ولفت الأنظار طبعا ذكاء صلاح فى عدم الاحتفال بهدفه.
** قلوب العرب تحتضن كل لاعب عربى يلعب بأى فريق أوروبى، وهكذا كان المعلق عصام الشوالى.. ونحن الذين نحب صلاح ونشجعه، نمضى خلفه من فريق إلى فريق. فقد أجبرت يوما على تشجيع تشيلسى، مع أنى لا أستطلف مورينيو، ولا يعنيه طبعا ذلك، ثم مشينا إلى فيورنيتنا، فتركه صلاح إلى روما.. ونرجو أن نستقر فى نادى العاصمة الإيطالية لعدة مواسم يا أبوصلاح.
** أترك صلاح.. وأنتقل إلى منطقة الجزيرة، حيث الزحام الشديد بسبب الراغبين فى دخول مركز شباب الجزيرة.. هذا المركز الذى أجريت له عملية جراحية شاملة أنقذته من الموت، وفتحت أبواب الأمل لآلاف الشباب لممارسة الرياضة، وكنت قرأت أخيرا غضب البعض من زيادة قيمة الاشتراك السنوى، وأظن أن الرقم وصل إلى 750 جنيها. وهو مبلغ مناسب خاصة أن تكلفة الخدمات المقدمة، وتكاليف المياه والإنارة وصيانة الملاعب فقط قد تتجاوز قيمة هذا المبلغ بالنسبة للفرد، وليس الأسرة.. ويدهشك أن الناس سعيدة بالتطوير وبالتجديد، وفى الوقت نفسه يرى بعضهم أن الاشتراك يفوق قدرات الفرد.
** ما جرى فى مركز شباب الجزيرة أسفر عن بيع مواقع إعلانية بالمركز بقيمة 81 مليون جنيه فى ثلاث سنوات. وهو إيراد يساهم فى تطوير مناطق رياضية ومراكز أخرى لخدمة الشباب. فالتمويل الذاتى يجب أن يكون هدفا. ثم إن هذا التطوير انعكس على الناحية الجمالية لمنطقة الجزيرة بأكملها، التى تقع فى موقع فريد بالعاصمة.. وعندما زارت بعض الوفود الأجنبية القاهرة وتابعت المشهد والمساحات الخضراء والملاعب المتسعة من أعلى برج القاهرة، ظنت أنها منطقة مخصصة للمنتخبات الوطنية مثل كلير فونتين معسكر الفرق القومية الفرنسية المحاط بالغابات. وتساءل بعض الأجانب: كيف تخلت الدولة أو تركت هذا الموقع الفريد من أجل ممارسة الشباب للرياضة؟
** السؤال هنا كان عندى أهم من الإجابة!