الأهرام
جمال زايدة
الفساد .. ثم الفساد
فى بلادنا لا أحد يعترف بالحقيقة! الحقيقة أن الفساد قد نخر بسوسه فى عظام هذا المجتمع وأصبح جزءا مهما من النظام الأجتماعى.. الدولة تفشل فى حل مشكلات الناس
فيلجأون الى غض الطرف عن الفساد.. الموظف قد لا يحصل على الأجر الحقيقى فيلجأ إلى الفساد باعتباره حقه الطبيعى.. والمسئول يحصل على أراض متميزة بالتقسيط فى التجمع والسادس من أكتوبر فيعتبرها حقا طبيعيا.. والسياسى يبالغ فى فجوره ووضاعته ويعتبرها جرأة .. وأهل البيزنس يحققون الثروات من أرض مصرها وخيرها ويعتبرونها إرثا لا نقاش فيه . ومن يدير النظام السياسى عليه أن يصنع المعجزات حتى يرضى كل هؤلاء .. لا علاقة لهذه القضية بمسألة الديمقراطية.. لكن لها علاقة بمسألة الادارة.. إدارة الدولة مثل إدارة المؤسسات تحتاج إلى وضوح رؤية وإلى سلاسة وإلى حزم.. نحن والحمد لله ليست لدينا لا رؤية ولا سلاسة ولا حزم .. نترك الأمور لكى يحلها الزمن.. والزمن لا يصنع مجد الشعوب.. الشعوب تصنع مجدها بيديها . عن الرؤية أقول: كل مدينة لها مشكلاتها وكل قرية لها معاناتها وكل محافظة لها أزماتها فلماذا لا نمنح النظام الكفء لكل قرية وكل مدينة وكل قرية.. هذا لن يحدث الا اذا منحنا الثقة للناس ووفرنا لهم نظاما يحكمون فيه أنفسهم بأنفسهم.. أقصد طبعا إنتخابات المحليات .
لن تصلح إدارة مصرمركزيا ولا يمكن تحميل الرئيس ولا المحافظ مسئولية أزمة أمطار الأسكندرية إنها أزمات هيكلية وبدلا من الاستمرار فى إغراق الناس بالوعود بالمليارات لماذا لا يبدأ العمل والانتاج فى كل قرية ومدينة ومحافظة ولماذا لا نستعين بالخبرة الدولية فى التعليم والصحة والادارة بدون هاجس الخوف من الأجانب؟

لماذا لا تنفتح مصر على الدنيا بدون خوف .. لماذا لا تعود ثقافة البحر المتوسط إلى مدننا الساحلية بدلا من انتشار السلفية والفاشية التى لن تجدى مع التنمية الأقتصادية ولا مع السياحة ولا غيرها.. لماذا لا يعود الوجه المزدهر لمدننا على البحر المتوسط كما كان.. لماذا لا نطبق قيم الدولة الدستورية القانونية ونستغرق فى الأوهام
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف