الأهرام
اشرف مفيد
الشعب والدولة .. نقطة ومن أول السطر!!
الرسائل المهمة التى بعث بها الشعب إلى الدولة فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ما يجب أن تمر هكذا دون أن تتوقف أمامها كل أجهزة الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة بتمعن تام وبقراءة مستفيضة فى محاولة جادة لفك الرموز التى تختبئ بين سطور تلك الرسائل. فلم يعد أمام الدولة خيار آخر غير ضرورة البحث وراء الأسباب والدوافع الحقيقية التى أوصلت الناس إلى هذا الحد من الجرأة فى إعلان عن غضبها بهذا الشكل وفى التعبير بلا تردد عن سخطها على تلك الحياة القاسية وغيرالمستقرة التى يعيشونها.
والشيء المثير للدهشة أيضا هو كيف قست قلوب الناس على النظام الذى أحبته حبا وصل فى بعض الأحيان الى «العشق» فالناس هم نفس الذين خرجوا بالملايين فى شوارع وميادين المحروسة مشاركين فى ثورة 30 يونيو.
لماذا لا نكون صرحاء مع أنفسنا ولو لمرة واحدة ونعترف بأن هناك أسباباً منطقية وراء تلك الحالة التى ربما لم تكن فى الحسبان ، فبكل تأكيد لم يستيقظ الشعب من النوم فجأة ليجد نفسه على هذا النحو من الغضب والإحساس بـ «كسر الخاطر» والشعور بأنه كمن يؤذن فى مالطا حيث لايسمع صوته أحد ولا يشعر بمعاناته أحد.

فهل من المعقول أن ينخفض سعر الجنيه بهذا الشكل المستفز أمام الدولار قبيل الانتخابات بيومين، وهل يرضى أحدا هذا الارتفاع الجنونى فى أسعار السلع الأساسية أثناء فترة التحضير للانتخابات، وهل الكشف عن الفساد المستشرى فى أجهزة عديدة داخل مؤسسات الدولة تم فى التوقيت المناسب حينما كانت الانتخابات على الأبواب؟كلها تصرفات كفيلة فى «ضرب» الثقة بين الشعب والدولة فى مقتل. لذا فالمسألة واضحة وضوح الشمس وهى أننا فى حاجة إلى إعادة رسم العلاقة بين الدولة والشعب من جديد ، بمعنى أدق علينا وضع نقطة على ما فات ولنبدأالكتابة من أول السطر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف