الأهرام
مرسى عطا الله
المشير طنطاوى ومقبرة شارون!
24 ــ لا يمكن أن يكتمل الحديث عن حرب أكتوبر المجيدة والنصر العظيم الذى حققته قواتنا المسلحة فى ملحمة العبور دون أن نتحدث عن أضخم مقبرة فى تاريخ الجيش الإسرائيلى وذلك طبقا لما ورد فى تقرير لجنة أجرانات الإسرائيلية حول أسباب هزيمة اسرائيل.
نعم.. إن أضخم مقبرة فى تاريخ الجيش الإسرائيلى كانت حول «المزرعة الصينية» ذلك الموقع المصرى الحصين الذى يقع إلى الشرق من خط السكة الحديد الموازى لقناة السويس على الضفة الشرقية وفى المنطقة الموازية لعنق البحيرات المرة حيث كانت ترابط فى الموقع كتيبة مشاة مصرية بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى دون غطاء جوى أو دعم بالمدرعات... فقط كان الجنود يحملون على أكتافهم صواريخ مضادة للدبابات.
ولم يكن الحصن المصرى شبيها بقلاع خط بارليف وإنما عدة مبان كانت تستخدم قبل حرب 1967 كمحطة تجارب زراعية مصرية بالمساهمة مع اليابان التى أوفدت بعض خبرائها وكانت بعض جدران المنازل تحمل عناوين باللغة اليابانية.. ولعل هذا هو السبب الذى دعا الإسرائيليين إلى الاعتقاد ــ بعد حرب يونيو 1967 ــ بأن هذه الكتابة اليابانية ما هى إلا كتابة صينية واصطلحوا على تسمية المكان باسم المزرعة الصينية.

وطبقا لما ذكره الجنرال «أرييل شارون» قائد القوات الإسرائيلية فى هذه المعركة فقد كانت المعركة فى المزرعة الصينية «دامية ومميتة» واندحرت أكثر من مرة القوات الإسرائيلية المدرعة التى حاولت الانقضاض على الخطوط المصرية وهى تتكبد خسائر فادحة.

ويستطرد شارون قائلا: «وحتى عندما فكرنا فى استخدام المظليين بدلا من المدرعات للدخول إلى هذا الموقع المصرى بعملية انتحارية من أجل السيطرة عليه فقد كنت عزوفا عن سماع حجم الخسائر التى لحقت بنا بفعل التجهيزات المصرية المضادة للدبابات.

أما اسحق تسفى قائد قوة المظليين الإسرائيليين التى تناثرت معظم أشلاء أفرادها على أبواب المزرعة الصينية فيقول: لقد أحضرونا إلى منطقة القتال بالأتوبيسات وطائرات الهليكوبتر وتلقينا أمرا من القائد العام هذا نصه: «صيادو الدبابات المصريون يحولون دون تنفيذ مهامنا القتالية.. انقضوا عليهم ودمروهم بأسرع ما يمكن».. وعندما بدأت قواتنا تتحرك بضع مئات من الأمتار إنهال علينا أتون من النار وبدأ تساقط الرجال وصاح أحد قادة المجموعات عبر اللاسلكى قائلا: «يا إلهي.. ماذا يجرى هنا»؟.

.. وغدا نواصل الحديث
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف