الجمهورية
محمد نور الدين
حصن .. الأمة
كالعادة.. ومع إجراء أي استحقاق يدعم المسيرة ويسهم في إعادة بناء الدولة.. تنطلق الاسطوانة المشروخة.. تزعم مقاطعة الشباب وحدهم لأي نشاط يتعلق بالحياة السياسية.. وتدعي عزوفهم دون غيرهم عن المشاركة.. حتي ولو كان بإبداء الرأي..!!
حدث في الاستفتاء علي الدستور.. ثم في انتخابات الرئاسة.. وها هو يتكرر بصورة كربونية في الانتخابات البرلمانية.. لكن بنبرات أعلي.. وباتهامات أوسع.. وكأنها حملة مدبرة ومخططة.. تستهدف الوقيعة بين الشباب من ناحية.. وقطاعات الدولة ومختلف التيارات والفئات من ناحية أخري.!
صحيح هناك عزوف كبير عن المشاركة.. لكنه لم يقتصر علي الشباب فحسب.. بل امتد وشمل كل التيارات والقوي.. ليساهم الجميع بلا استثناء في انخفاض نسبة التصويت.. ولعل أكبر دليل علي مشاركة قطاع عريض من الشباب.. يتجسد في النجاح الذي حققه حزب "مستقبل مصر" الذي تتشكل قياداته وقواعده من الشباب الواعد والوفي.
أما العزوف فله أسبابه.. وفي مقدمتها بالطبع.. اعلام موتور.. خاصم الصدق والموضوعية... واتبع التشويه والتضليل.. دون أدني اعتبار للقيم والمواثيق!! وقاطع الكثيرون.. لأنهم شاهدوا وجوها قديمة تتصدر المشهد.. إلي جانب أسماء جديدة.. لم تحسن تقديم نفسها.. وفشلت في الحصول علي الثقة والتأييد.
تكاسل الناخبون.. بعد أن تأكدوا من ضعف الأحزاب.. وأنها مجرد أسماء ليس لها أدني صلة بالعمل الوطني.. ورفضوا المشاركة حينما شاهدوا النشطاء والمحللين يتناقلون بين القنوات.. مهددين بإقامة الطعون وعرقلة إجراء الانتخابات بأي وسيلة!! وانصرفوا عندما لمسوا التخبط والارتباك يشوب كافة المقرات الانتخابية.. لتساهم كل تلك العوامل في انخفاض نسبة الإقبال علي الانتخابات.!
إن الزعم بانفصال الشباب عن الوطن.. إدعاء "إخواني - إرهابي".. ليس له أساس.. لا سيما وأن الشباب يمثل النسبة الأكبر من الشعب.. يشارك بأياديه في ارتفاع البناء.. ويساهم بولائه وانتمائه في أحداث النهضة.. ويدعم بإرادته وعزيمته في انطلاق مصر إلي المكانة التي تليق بحضارتها وريادتها.. ويذود ببسالته وشجاعته ليحمي تراب مصر من المتربصين والطامعين علي جميع حدود الوطن.
بالتأكيد.. لا يمكن التغاضي عن أن هناك جزءا من الشباب يعاني الإحباط لأسباب مختلفة.. لكنها نفس النسبة الموجودة في الفئات الأخري.. والتي تفتقد أيضا إلي المثابرة والجلد وتحتاج إلي أن تجدد لديها الأمل.. وإلي من يدفع في شرايينها دماء البشر والتفاؤل.
لذلك.. وجب التصدي بكل قوة للمغرضين والمشككين .. الذين يستهدفون إثارة الفتن والقلاقل.. ويحاولون تثبيط همم الشباب.. والفت في عضدهم.. ويسعون لكافة الطرق والوسائل لإحداث الوقيعة والفرقة ونشر الفوضي.. في نفس الوقت الذي ينبغي علي الدولة.. أن تستوعب وتحتضن جميع قطاعات الشباب.. وتفتح أمامهم أبواب المساندة والمؤازرة... وتجذبهم إلي ساحة العمل الوطني بخطوات جادة.. وقرارات عملية.. وبمشاركة أشمل وأوسع.. لأنهم باختصار.. كما أكدت القيادة الحكيمة.. أمان الأمة.. وضميرها.. وحصن آمالها وتطلعاتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف