الجمهورية
بسيونى الحلوانى
أنقذوا سمعة البرلمان
الرسالة هنا للجماهير المصرية التي عزفت عن المشاركة في الجولة الأولي للانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء مجلس النواب ومازالوا عازفين عن صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم في أهم وأخطر برلمان في تاريخ مصر.
أعلم أن الإحباط يسيطر علي بعض العازفين عن المشاركة في الانتخابات وعدم القناعة بالمرشحين هي مبرر البعض الآخر. وضعف الثقة في أداء الحكومة هي دافع فريق ثالث.. لكن تذكروا أنكم في أكثر الدول العربية استقراراً. وأن هذه الجولة من الانتخابات البرلمانية وإن كانت تشوبها بعض السلبيات إلا أنها تؤسس لانتخابات برلمانية قادمة تلبي طموحات المصريين وتسفر عن برلمان قوي يحقق ما تتطلع إليه مصر من ممارسة ديمقراطية حقيقية.
غيابكم عن صناديق الاقتراع سيأتي بنتائج أكثر سوءاً وسيستغل الموقف تجار الشعارات السياسية ومحترفو لعبة الانتخابات لنصدم في النهاية بنواب بلا رصيد شعبي. وبلا رصيد سياسي وبلا قدرة علي العطاء.
مازالت الفرصة أمامنا لإنقاذ سمعة البرلمان بالذهاب إلي صناديق الاقتراع لاختيار أفضل المرشحين ولو كنا غير مقتنعين بهم قناعة كاملة فالنائب السييء أفضل كثيراً من النائب الأسوأ الذي يبحث عن مصالحه الشخصية.
أنا مثلكم محبط من ضحالة القدرة علي العطاء الوطني لكثير من المرشحين. ومحبط من عودة وجوه قديمة ملأت حياتنا فساداً وانحرافاً سياسياً ومالياً.. لكن العزوف وترك الساحة السياسية لهؤلاء ليست حلاً.. لابد أن نقاوم. وأول طرق المقاومة ان نتخلي عن روح السلبية التي كانت تسيطر علينا في الماضي عندما كنا نترك ساحة الانتخابات للحزب الوطني ليفعل بها ما يشاء.
ثورتا يناير و30 يونيه أثبتتا للعالم أننا قادرون علي التغيير لأننا تخلينا عن السلبية التي عشنا تحت وطأتها حقبة طويلة من الزمن واستطعنا أن نغير أنظمة سياسية وأن نطيح برؤساء ظنوا أنهم سيخلدون في المنصب.
علينا أن ندرك أن الكارهين لمصر والناقمين علي استقرارها وفي مقدمتهم قيادات جماعة الإخوان سعداء جداً بالمشهد الحالي ويوظفونه لصالح دعايتهم السوداء ضد الوطن.. فلا ينبغي أن نقدم لهم فرصة جديدة لتشويه عطاء شعب مصر الذي يكافح ويتحدي الجميع لتحقيق أمنه واستقراره السياسي والاقتصادي وتحسين أحواله المعيشية.
المشهد الانتخابي الحالي به ايجابيات كثيرة تدفعنا إلي المشاركة. وأبرز هذه الايجابيات غياب تزوير إرادتنا والذي عانينا منه علي مدي أكثر من 40 عاماً مضت.. كما أن المتاجرين بالدين والمصرين علي توظيفه لتحقيق أهداف سياسية ومن بينهم حزب النور السلفي دخلوا الجحور.
واجبنا ان نكمل المسيرة ونذهب إلي صناديق الاقتراع للرد علي السلفيين وكل من يرفع شعارات خادعة.. حتي ولو اضطررنا إلي اختيار "أفضل السيئين".
صناديق الاقتراع في انتظار العقلاء الوطنيين الحريصين علي مستقبل هذا الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف