الأخبار
حمدى رزق
هل أتاكم خبر استشهاد عبد الرحمن؟
« لا تصالح، أتري حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل تري..؟.. الشهادة أشياء لا تباع ولا تشتري!»

شفت صورتك علي صفحتي، سبحان من صور، كما البدر في ليلة تمامه، صورتك يا عبد الرحمن شهيداً، أنت الأجمل، جميل المحيا، لا نعزك علي خالقك، ولكن نحتسبك شهيداً، يا قلب أمك، حسرة قلبها علي شبابك، أنت في الجنة وتركتها في نار تكوي جنباتها، يصبرك يا أم عبد الرحمن، يصبرك يا أمي، البقية في حياتك.
ملازم أول شرطة شهيد عبد الرحمن علي عبد الفتاح، لقي ربه وفي معيته إلي الجنة جندي مجند محمد المهدي السيد، كانا هناك علي الحدود مع عبد الودود اللي رابض ع الحدود، ونحن في فرشنا نخشي بلل طل الشتاء، ونخاف علي فراخنا الصغيرة من مس الهوا الطاير.
حملته وهناً علي وهن وفطامه في عامين، عبد الرحمن مات يا أم عبد الرحمن، زفته الملائكة في ثياب بيضاء، من يبكي عبد الرحمن، طابور الشهداء طووووويل، وشباب الوطن يصطفون، طالبي شهادة ليست من الأرض ولكن من السماء.
طائر الموت الحزين خطف عبد الرحمن، هل أتاكم خبر استشهاد عبد الرحمن؟.. من يبكيه، شهداء الشرطة لا بواكي لهم، وكتب الشهيد علي صفحته علي الفيس كلمات تنير قبره: «رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولا».. البقاء لله، نشاطركم الأحزان.
عشت عادياً ومت عادياً، لم تسع إلي فضائية تستعرض فيها بطولاتك الفيسبوكية، مشي في جنازتك المحبون، وشيعك العاديون الذين يكتوون بنار الوطن، كل يوم شهيد، مواكب الشهداء تسير في الطرقات الباردة، ساخنة زكية الدماء، تعطر الأجواء، مصر تزف خيرة شبابها، اليوم احمد وغدا محمد، وبعد غد جرجس، المصريون يقدمون الشهداء عن طيب نفس، الارض من تحت أقدامهم مزهوة بمواكب الشهداء.

لو كان عبد الرحمن ناشطاً لانقلب الفيس بوك رأساً علي عقب، صورة عبد الرحمن علي البروفيلات الشخصية، حزناً وألماً، كنا سمعنا عجباً، هاشتاج (( عبدالرحمنشهيد )) يتصدر تويتر، الله يرحمك يا عبد الرحمن، لماذا لم تدمع عيون الفيس بوك علي عبد الرحمن؟.. ولماذا خلت التغريدات من اسمه؟.. ويؤمها خلق كثير، كغثاء السيل، يرحمك الله يا عبد الرحمن..
كنت تعرف أن الغدر يرقبك، وأن الإرهاب يتعقبك، وأن الخونة رابضون في الدغل، لابدين في الدرة، يقطعون الطرقات، ويلغمون المدقات، وينصبون الفخاخ، طالب شهادة كنت وحصلت عليها بامتياز، شهيداً شهيداً شهيداً رغم أنف المكفراتية المرجفين.
ملح الارض، وجنود الوطن، لا ينتظرون وساماً رئاسياً، ولا وداعاً رسمياً، ولا تغريدة وداعية، ولا حفلة تأبين حزبية، الحزن لأصحابه، واللي مكتوب علي الجبين، عبد الرحمن كان حلم وراح، من التالي، من يصيبه الدور؟.. جنة الشهداء تفتح أبوابها، وينتظمون في طابور طوييييل، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، « عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا: عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلأُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ الله، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله»، صدقت يا رسول الله- صلي الله عليك وسلم.
هذه الأيام السودة نري أقبح ما فينا ونفقد أغلي من فينا، فلذات الأكباد ندفعها عن طيب، نري حقداً دفيناً، وغلاً مقيماً، وشماتة في الشهداء، وطالبين مصالحة، لا تصالح، أتري حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل تري..؟.. الشهادة أشياء لا تباع ولا تشتري!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف