المساء
محمد جبريل
ثورة الشباب الفلسطيني
من الواضح أن أخطر المشكلات التي واجهها بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة. في زيارته الاخيرة إلي فلسطين المحتلة. هي غياب القرار. سواء في الكيان الصهيوني أو السلطة الفلسطينية.
حكومة إسرائيل تصر علي رفض كل محاولات التحذير من خطورة المنزلق الذي تمضي فيه بممارساتها ضد الشعب الفلسطيني. فهي تقضم الارض. وتحيل ما تبقي منها إلي معتقلات. قوامها الاغتيال والسجن والتدمير والنفي والتشريد والمحو.
أما قيادة السلطة الفلسطينية فهي تحرص علي ألية المفاوضات التي بدأت عندما كان المفاوضون الفلسطينيون شباباً. وتواصلت حتي طعنوا في السن. دون أن يزايلهم الحرص علي استمرارها.
بينما يمارس الكيان الصهيوني- في ظل صمت السلطة الفلسطينية. والصمت العربي والدولي- عمليات الاعدام للفلسطينيين في الشوارع. بدعوي الاشتباه في نية الاعتداء بسكين علي مستوطني الكيان. فإن السيد قريع مسئول المفاوضات الفلسطيني يبدي اعتزازه بانضمام السلطة إلي المحكمة الجنائية الدولية. وبرفع علم فلسطين علي مقر الامم المتحدة. كخطوتين مهمتين حققتهما السلطة.. وهما خطوتان مهمتان بالفعل.
فتاة فلسطينية لم تبلغ عقدها الثالث. أعلنت تحديها لكيان الاحتلال. ونادت بالمقاومة سبيلاً وحيداً لاستعادة الشعب الفلسطيني حريته وأرضه. وأعلنت ان جيل الشباب الفلسطيني الحالي لا شأن له بالسلطة التي تمثله. لانها لم تعد كذلك. وأن عمليات الطعن بالمطاوي والسكاكين التي لجأ إليها الشبان والفتيات انعكاس للاحباط من اللاجدوي التي يمثلها استمرار المفاوضات العقيمة في ظل احتلال يحطم ابسط القواعد الانسانية. ومن السلطة التي تجد في السير بضع خطوات ما يكفي لاستراحة المحارب!
ظني ان كي مون فطن إلي ما انتهت إليه الاوضاع في الارض المحتلة. اتجه بكلماته- وهو يقف إلي جوار الرئيس الاسرائيلي- إلي الشباب الفلسطيني يبدي تفهمه لتباين نظرة هؤلاء الشباب. والنظرة التي تملي تحركات كل من حكومة إسرائيل. وقيادات السلطة الفلسطينية.
حين تدفع العمليات الفردية للشباب الفلسطيني مستوطني العدو إلي الخوف من أنفسهم. فهم يتبادلون الطعن بالسكاكين. فإن المعني الذي يجدر بأمين عام المنظمة الدولية أن يدركه من خلال التطورات الاخيرة- وهو ما توضح في توجهه بكلماته إلي الشباب- أن أصحاب القضية يرفضون تسويفات العدو الصهيوني. ويقاومون اعتداءاته. كما يرفضون دبلوماسية المفاوضات التي يصر قادة الابد في منظمة التحرير ان تتواصل.. حتي يشيب الغراب ويبيد التراب. كما يقول المثل العربي !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف