مرسى عطا الله
رجال «طنطاوى» وفئران «بن تسفى» !
25- تظل شهادة الإسرائيليين حول بطولة كتيبة المشاة: المصرية التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى فى مواجهة أضخم هجوم إسرائيلى مضاد أصدق اعتراف من الإسرائيليين ببسالة وجسارة المقاتل المصري.
إن قائد قوة المظليين الإسرائيليين اسحق بن تسفى التى مثلت طليعة الهجوم الإسرائيلى المضاد بقيادة أرييل شارون يوم 15 أكتوبر 1973 يجسد المشهد الرهيب فى معركة المزرعة الصينية بقوله: «إنه لم يكن أمام من كتبت لهم النجاة سوى الالتصاق بالأرض والانتظار حتى تمر العاصفة ولكن محاولات الاختباء والتخندق لم تفلح هى الأخرى فعندما أصدرت أمرا لأحد قادة الفصائل بالتخندق فى أحد الأماكن خلال عملية الانسحاب «زحفا» فتح المصريون النار على قوة المظليين واصطادوهم»!
والحقيقة إن ما رسمه اسحق تسفى لم يكن سوى صورة مصغرة إذ أن ما جرى للإسرائيليين فى هذا القطاع كان هو الجحيم بعينه.
لقد كانت كل تخوم هذا المحور مليئة بمراكز الرشاشات والمدفعية تدعمها فصائل متحركة من الدبابات وفصائل أخرى من المشاة الميكانيكية والمشاة المترجلة المزودة بالصواريخ المضادة للدبابات، ولهذا السبب فشلت كل محاولات الإنقاذ التى بذلتها إسرائيل لإخراج المظليين الإسرائيليين من دائرة الموت.
وقد واجهت كل فرق الإنقاذ الإسرائيلية سيلا لا يهدأ من النيران جعل من رجال الإنقاذ أضحوكة فى هذا المجال إذ كانوا هم فى حاجة إلى من ينقذهم فقد قتل قائدهم وتناثرت أشلاء معظمهم وسقط بعضهم أسيرا فى أيدى القوات المصرية.
ويقول الإسرائيليون فى تقريرهم الرسمى عن الحرب: « لقد فشلت محاولة إرسال وحدة أخرى لإنقاذ سرية الطليعة أو الانقضاض على الهدف المصرى ولقد انهمرت على وحدة الإنقاذ نيران الهاونات وأوقعت فيها قتلى وجرحى وقتل قائد وحدة الإنقاذ الذى حاول انتشال مصابيه واستمرت المعركة ساعات طويلة وأجبرت النيران المصرية المظليين الإسرائيليين على التزام الأرض ولم تمكنهم من الانقضاض أو حتى من التراجع!
ولكن تحت ستر هذه المعارك الوحشية تمكن الإسرائيليون من دفع سرية مشاة ميكانيكى على متن بعض حاملات الأفراد البرمائية الأمريكية الصنع من طراز «م 113» مع سرية دبابات برمائية وتسللت تلك القوة الصغيرة فى ظلام الليل عبر الطرف الشمالى للبحيرات المرة إلى مطار الدفرسوار المهجور واتخذت من كثافة الأشجار والأحراش المنتشرة فى هذه المنطقة ساترا ومخبأ لها.
... وغدا نواصل الحديث