صباح الخير
امل فوزى
«حقاً أحب مصر» لكن.. بره الصندوق!
أمانى سركيس.. مواطنة مصرية، قررت أن تستثمر تعليمها المتميز ودراستها وخبرتها فى عملها لخدمة مصر.. قررت أن تعبر عن حبها الحقيقى لهذا البلد بشكل إيجابى وفعال بعيداً عن «التنظير».. قررت أن تفكر خارج الصندوق.. والأهم أنها خلقت من الفكرة فعلاً.. بل مشروعا حقيقيا يخدم السياحة المصرية، بل الاقتصاد المصري.. فعلتها أمانى سركيس بمنتهى الاحتراف والحب والعلم والفهم.. أول مجلة سياحية للترويج السياحى لمصر موجهة للخارج وللأجانب.


حصلت أمانى سركيس على شهادة الأدب الإنجليزى والأدب المقارن من الجامعة الأمريكية، ثم واصلت دراستها وحصلت على شهادة معادلة للماجستير فى طرق التدريس من جامعة كمبريدج البريطانية، ثم عملت مدرسة فى المجلس الثقافى البريطانى لمدة عشرة أعوام، وبعدها عملت مع دارى النشر لجامعتى أكسفورد وكمبريدج كمستشارة تعليمية ومدربة للمدرسين فى مصر وشمال إفريقيا والشرق الأوسط لمدة ثمانية أعوام، ولها مؤلفات وكتب عديدة على «أمازون» أكبر المواقع التسويقية فى العالم.
من المؤكد أن خبرة أمانى سركيس كمعلمة وقيامها بتأليف ونشر وتصميم كتب عديدة خلال رحلة عملها، لم يكن صعباً أو غريباً عليها أن تؤسس مجلة أون لاين.
لماذا فكرت أمانى بكل خبراتها هذه أن تركز اهتمامها وأفكارها لتنفيذ وإتمام مجلة Truly love Egypt أى «حقاً أحب مصر».. والإجابة أن تلك السيدة المصرية التى تحب مصر بحق قررت أن تعبر عن حبها بمنتهى الإيجابية وتحكى قائلة:. بالفعل هذه أول مجلة سياحية أون لاين بالإنجليزية، موجهة للأجانب، وأرى أنها أول مجلة تخرج عن إطار الترويج السياحى بالطريقة التقليدية، على طريقة تصوير الرجل المصرى بالعمة والجلابية بجوار الهرم وأبوالهول والجمل.. ذلك الفكر الذى لا يصح أن نظل نستخدمه فى ترويجنا لثروتنا السياحية والحضارية وكنوز حقيقية فى مصر من أماكن، وآثار، ووسائل ترفيه ومتعة غير موجودة فى بلاد كثيرة حول العالم، ولأننى أسافر كثيراً، وزرت العديد من دول العالم، وكان من أكثرها تركيا على سبيل المثال والتى لا تملك ما نملكه من آثار فى مصر، ومع ذلك فإن السياحة فيها سبب حقيقى للنهضة الاقتصادية التركية.. ولهذا كان أكثر شىء محرض لمشروع هذه المجلة المجانية على الإنترنت أن تكون بفكر مختلف بعيدا عن انحصارنا فى أماكن بعينها وكأن مصر لا يوجد فيها سوى «شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان».. كلنا ندرك أن مصر أكبر بكثير من ذلك.. والحقيقة أننى أتعجب، كيف نتحدث عن أن السياحة هى التى ستنهض باقتصاد مصر، ولا نفكر بشكل مختلف. لطالما كنا نتعامل مع السياحة قبل الثورة بطريقة جذب الأفواج السياحية، ولكن فى ظل ظروف متغيرة، لابد أن نغير طريق تفكيرنا أيضاً.. ولهذا فإن هدف ورؤية المجلة يبدأ من اسمها، بمعنى أننى إذا أردت أن أجذب سائحاً إلى مصر، فماذا أفعل؟
تسأل وتجيب أمانى قائلة: ألف باء سياحة هو أن يحب ذلك السائح شيئاً ما فى البلد الذى يزوره، ويكون ذلك الشىء سواء مكانا أو آثارا أو شاطئا أو حتى فكرة أو ربما نوع طعام ما.. إلخ، هو الحافز الحقيقى الذى يجعل السائح يفكر جدياً أن يستثمر وقت إجازته ومتعته وجزءا من مدخراته فى مصر، وهذا مفهوم السياحة الفردية الذى علينا أن نركز عليه، ولهذا قسمت المجلة إلى عدة أبواب تتفق مع ما يبحث عنه السائح عندما يزور بلدا جديدا، هناك سائح يبحث عن جمال الطبيعة وهدوئها وعن متعة البحر والجبال والصحراء مثلاً، سيجد دليله ومعلومات وموضوعات تتعلق بالطبيعة من خلال truly love nature أو «حقاً أحب الطبيعة»، هناك سائح آخر يحب الرياضة والأنشطة الترفيهية والحركة، سيجد كل ما يبحث عنه من خلال باب «truly love activities» ، وهناك سائح يبحث فى مصر عن لياليها وكيف سيقضيه وأين وبم سيستمتع وذلك من خلال «Truly love night life» ، وكثير من السائحين الذين يعرفون عن مصر أنها التاريخ، ولكنهم يتوهون من كثرة المعلومات، ولهذا فقد خصصت باباً فى المجلة عن الأماكن التاريخية والمعلومات والآثار التاريخية والتى ليست أهرامات فحسب مع كل حبى وفخرى بهذه الحضارة ولكن من خلال باب «truly love history» حاولت فى المجلة أن أستعرض جزءاً كبيراً من تاريخ مصر الذى ربما لا يعرفه الكثيرون من المصريين فى مدن عديدة أو حتى داخل أحياء القاهرة نفسها، ولا ننسى أن أغلب السائحين يحبون شراء الهدايا التذكارية، ولكنها ليست موجودة فقط فى «الحسين وخان الخليلي»، هناك مشتريات كثيرة ذات طابع مصرى أصيل يستحق أن يشتريه السائح ويتعرف عليه وكل هذا سيجده فى باب خاص بالمجلة اسمه «truly love shopping» ، بالإضافة إلى دليل السائح لما سيشتريه إذا ذهب إلى معسكر بالصحراء مثلاً، أو إلى الفيوم أو إلى بورسعيد.. لأننا فى المجلة نعتمد على أن يكون كل عدد شهرى يتحدث فى كل هذه الأقسام، ولكن عن مدينة بعينها من مدن مصر العامرة بالخير والتاريخ والمتعة .. وهناك نوع من السائحين المنسيين فى العالم كله، ذلك السائح الذى يريد عمل «بيزنس ما» موافقاً لرأس ماله، وأنا لا أتحدث هنا عن بيزنس الأجانب مع الحكومات أو من خلال مؤسسات كبرى، ولهذا خصصت قسماً بعنوان «truly love investment أو «حقاً أحب الاستثمار»، ويعتمد على إعطاء الأفكار لصغار المستثمرين السائحين، كيف يستثمرون أموالهم داخل مصر دون أن يكون للمجلة أية علاقة بالاشتراك فى هذا البيزنس لأنها غير هادفة للربح.
وعن أهداف المجلة تواصل أمانى سركيس قائلة: تعمدت أن تكونtruly love Egypt معتمدة بشكل أساسى على الشباب، وإعطاء فرصة، وبالفعل كان اختيارى لفريق العمل معتمداً على أن يكون محباً للكتابة، لديه رغبة جادة للتعلم، وبالفعل أبهرونى بمستواهم وتطلعاتهم، وأغلبهم من الطلبة فى الجامعات، وأحدهم تلميذة بالمدرسة.
• وكيف كان الاعتماد على ترويج المجلة؟
- بالجهود الذاتية أى النشر الفردى على البريد الإلكترونى وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وكانت المفاجأة الكبيرة أن هذا الجهد أسفر عن عدد قراء يقترب من 35 ألف قارئ، وردود أفعال إيجابية من الأجانب، ورسائل واردة من قراء ما يقرب من 80 دولة حول العالم، وكل هذه إشارات تدل على أننا على الطريق الصحيح استعداداً للخطوة التالية، وهى نشر هذه المجلة بلغات أجنبية متعددة ومخاطبة الكثير من الثقافات والسائحين غير الناطقين بالإنجليزية.. بالإضافة إلى إطلاق الموقع الإلكترونى الذى تم تجميع كل الأعداد السابقة الشهرية التى استعرضنا فيها عالم السياحة فى كل من «نويبع، الجونة والغردقة، جنوب شرق القاهرة وحلوان والمعادى، الإسكندرية، بورسعيد وبورفؤاد، الفرافرة، الأقصر وأسوان»، وأرشفتها والتى يمكن لأى شخص الاطلاع عليها وقراءتها مجاناً على: www.sarkiss.net..لم أسعَ لجهات رسمية بعينها،لأننى منذ اللحظة الأولى فكرت فى ذلك المشروع بدافع شخصى وبرغبة حقيقية فى تقديم مساعدة وطنية بشكل إيجابى، كما أننى أريد أن تكون المجلة محتفظة بروحها الحرة ورؤيتها المختلفة دون وضعها فى أطر تقليدية، ولكننى للأسف فوجئت نسبياً بردود أفعال لجهات مثل فنادق وشركات سياحة، عليها أن تتعاون لا من أجل فكرة المجلة لذاتها، ولكن لخدمة كيانها أولاً، والتفكير بشكل عملى ومنطقى، كيف أنشط السياحة، وأحقق الإفادة لشركتى أو لفندقى، وكما قلت من قبل، هذه هى مشكلتنا، أغلبنا يفكر بشكل نمطى لا يناسب المرحلة، ولا يناسب أى فكر ثورى.
لكننى أتمنى، بل ولدى كثير من اليقين بأن هذه المجلة ستكون أحد أهم أسباب تنشيط وترويج السياحة الفردية، ويكفينى فخراً أن تضاف إلى سيرتى الذاتية أننى نفذت فكرة واجتهدت فيها بكل ما أملك لخدمة مصر التى حقاً أحبها!. •
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف