يخرج علينا كثير من وزراء ومحافظي هذا الزمان في أعقاب أية أمطار أو سيول ليؤكدوا أنهم قاموا باللازم، وأرسلوا السيارات لشفط المياه.. ويعتقدون خطأ أن هذا فقط هو دورهم «مجرد شفط المياه» من الشوارع، وينسون أن دورهم الاساسي هو بناء الشارع بخدماته حتي لا يتحول الي بركة نعوم فيها مع مخلفاتنا من المجاري والقمامة «كوكتيل» قاذورات.
شوارعنا بلا شبكة صرف صحي، وما كان عندنا من بقايا الانجليز، طمسناه بأيدينا، انظر حولك، وحاول أن تحصي عدد «بلاعات» الامطار التي يمكن أن تقابلها، وإذا وجدتها بالخطأ، فستجد ان فيها حيوانات نافقة، أو تحولت إلي مقلب للقمامة والنفايات.
انظر حولك لن تجد نفقاً، وما أكثر الانفاق في شوارع المحروسة، به بالوعة أمطار واحدة، وأيضاً إذا وجدتها، فلن تجدها تعمل، المحصلة في النهاية صفر.
انظر حولك وحاول أن تجد أحد الكباري به شبكة لتصريف الأمطار، حاول ولك مكافأة.. اتحادك بقلب جامد لأنك لن تجد،وإذا وجدت فستجد «خرم»، بضم الخاء، يسرب المياه لكي يغرق الشارع اللي تحت الكوبري، والبشر الذين قد يحتمون بالكوبري.
أليس من حق هذا الشعب أن يعيش مثل اخوتنا فيالأراضي المحتلة، أو حتي في الصومال التي سقطت من حيز الزمن؟!
لن أتحدث، عن العراق الذي مزقته الحرب الاهلية، ولا عن الامارات التي انطلق صاروخها عام 1985 ووصل الي أفلاك أخري خارج مجرتنا ونحن نبحث عن كيفية عمل فتحة لتسريب الامطار. سقطتنا جميعاً في البلاعة.