بوابة الشروق
حسن المستكاوى
عفوا.. أراك غدا..!
** هذا تصريح مقتضب أطلقه مدرب تشيلسى جوزيه مورينيو فى مقابلة صحفية تليفزيونية مع محطة بى. بى. سى البريطانية، ردا على سؤال طرحه المراسل عن لاعبى تشيلسى، وبعد أن أطلق هذا التصريح أنهى مورينيو المقابلة وغادر موقع الحوار.. وكان ذلك بعد أن خرج تشيلسى من بطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية (تسمى كابيتال وان).. بعد خسارته بركلات الجزاء الترجيحية أمام ستوك سيتى 4/5 وكان الفريقان تعادلا 1/1 فى المباراة. وتعد تصريحات وكلمات مورينيو مادة دسمة للصحافة البريطانية، وهو أدرك ذلك ونجح فى إحاطة وجهه بهالة من الأضواء بتلك المانشيتات التى يطلقها، وتتلقاها الصحافة، وتبيعها للقراء.

** تصريحات مورينيو تبدو فى كثير من الأحيان مثل عناوين قصص أديبنا الراحل إحسان عبدالقدوس: «أرجوك أعطنى هذا الدواء.. أرجوك أخرجنى من هذا البرميل».. وهو إنسان مزاجى، سريع التحول والاشتعال، فقد كانت العلاقة بينه وبين البى. بى. سى رائعة يوم السبت الماضى، حين قال للمراسل: «تسعدنى تغطيتكم للمباريات ولأداء الفريق».. لكنه سرعان ما تحول إلى رجل غاضب حين سأله المراسل عن أداء لاعبيه فى المباراة الأخيرة أمام ستوك سيتى.

** وهو يوجه غضبه نحو الجميع. ومن هؤلاء مجموعة من اللاعبين السابقين فى تشيلسى درجوا على انتقاده فى الفترة الأخيرة، وانتقاد لاعبى فريقه، فكان أن قال تعليقا على تلك الانتقادات: «أنتم أغبياء».
فكرة القدم الآن ليست هى نفس اللعبة التى كنتم تمارسونها».. وتعقيبا على سؤال طرحه عليه صحفى، بشأن أداء فريقه السيئ فى المباريات الأخيرة وتراجع ترتيبه إلى المركز الخامس عشر قال مورينيو: «أنت لا تفهم فى كرة القدم. ولو كنت تفهم ما طرحت مثل هذا السؤال».
وهو أيضا الذى قال بعد الهزيمة الأخيرة أمام ستوك سيتى: «أنا لا أحتاج إلى تطمينات من أحد. الأربعاء إجازة. ويوم الخميس سيكون يوما جديدا مثل كل الايام المماثلة فى 15 سنة مضت. أنا أنام جيدا واستمتع بحياتى».. لكن مورينيو كان قال قبل أسابيع: «هذه الأيام هى الأسوأ فى حياتى كمدرب».

** على أى حال شائعات شبح الاقالة تحوم حول مورينيو، ويقال إن مالك النادى الروسى إبراموفيتش منحه فرصة أخيرة كى تتحسن نتائج وعروض الفريق، وتردد أن الإيطالى كارلو أنشيللوتى الذى سبق له قيادة الفريق فى عامى 2009 و2010 جاهز لتولى المهمة مرة أخرى، إلا أن تكلفة إقصاء البرتغالى عن منصبه ستكون باهظة وتصل إلى 50 مليون إسترلينى بعد أن جدد تعاقده لمدة أربع سنوات قبل بداية الموسم مباشرة.

** نحن أمام رجل مثير للجدل. فهناك كثيرون يرون مورينيو مدربا عبقريا، موهوبا بما حققه من نتائج. إلا أن البعض، يرونه أفسد أداء وأساليب ريال مدريد حين تولى قيادته، وحقق بطولات باللعب الدفاعى والتجارى. وقيد الإبداع عن لاعبيه. وقيد حريتهم فى الملعب. ومن الغريب أن يصنع هذا المدرب نجومية صارخة من أوراق الصحف وقبل أن يقود لاعبيه إلى الإبداع والإمتاع، وفارضا عليهم أن يكونوا فى الصف الثانى خلفه.. أليس ذلك غريبا؟ أليس غريبا فى عالم الكرة أن يكسب مدرب من تصريحاته أكثر مما يكسب من تكتيكاته؟!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف