الأهرام
عائشة عبد الغفار
تعاظم العلاقات المصرية ـ الفرنسية
اكتسبت على مر الزمان العلاقات الفرنسية المصرية أهمية بالغة منذ أن انتهج الجنرال ديجول موقفا فرنسيا عادلا، إزاء اعتداء إسرائيل على الأراضى العربية عام 7691 واتسمت بالحميمية مع جميع رؤساء الجمهورية الخامسة لتصل اليوم فى عهد الرئيسين السيسى وهولاند للشراكة والشفافية الحقيقية بعد أن تعرضت إلى انتكاسة عابرة فى مرحلة مساندة الاتحاد الأوروبى للنظام الإخواني.

ولقد جاءت زيارة رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس فرصة سانحة لترسيخ الثقة المتبادلة بين الدولتين العريقتين بلورتها عدة فعاليات, ولاشك أن فالس قد استشعر حجم المسئوليات والتحديات التى تواجهها حكومة الدكتور شريف إسماعيل مثل مناهضة الفقر وتلبية مطالب الشباب وتحديث البنيان الاقتصادى للبلاد وإيجاد شروط النمو لحل مشاكل البطالة.. وبات واضحا أن فرنسا تساعد مصر فى تحقيق أولوياتها من أجل دعم الاستقرار والأمن الذى هو مستقبل العالم العربى والشرق الأوسط والمتوسط وأوروبا وبالتالى فرنسا.

وفى حديث مقتضب مع فالس الكتالونى الأصل نسبة لكتالونيا الاقليم الإسبانى الذى ولد به أكد لي.. أن فرنسا على يقين بأن مصر شريك استراتيجى كمفتاح للشرق الأوسط وإفريقيا وفرنسا تراهن على مصر القوية القادرة على إنهاء أزمة الطاقة التى تواجهها واستئناف مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولى وتحديث اقتصادها ومعالجة خلل التوازنات التى تؤثر على تنمية البلاد.. ففرنسا مؤمنة بمصر وسوف تساندها.

كانت زيارة الرئيس السيسى لباريس فى نوفمبر الماضى ومشاركة الرئيس هولاند فى الاحتفال بإفتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس الماضى قد ساهمتا فى قرار بناء شراكة فريدة من نوعها على أسس وحقائق ملموسة بعد أن أعربت مصر عن ثقتها فى تجهيزات الدفاع الفرنسية مثل «الرافال» و «الميسترال» من أجل تعزيز أمنها.

لقد نجحت محادثات السيسى وفالس فى تحديد مجالات التعاون بين البلدين فى مواقع قناة السويس والتعاون النووى المدنى والاتصالات والطاقات المتجددة والمدن الجديدة والساحية. ولذلك تقدمت الوكالة الفرنسية للتنمية بتقديم سلفة لمصر تصل إلى مليار يورو لمساندة مشاريع الطاقة والمياه كما تم ابرام عدة اتفاقيات لتقديم منح متنوعة لمصر ويؤكد سفير فرنسا «أندريه باران» أن بلاده سوف تجند كل امكاناتها لتنفيذ مقررات مؤتمر شرم الشيخ.

أما على المستوى الدبلوماسى فلقد أسفرت محادثات سامح شكرى وزير الخارجية مع رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفرنسى السيدة إليزابيث جيجو عن نتائج مهمة حول الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها ليبيا والملف السورى والاتفاق النووى مع إيران وتداعياته وفرص عودة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للمفاوضات وجهود مكافحة الإرهاب والتطورات فى اليمن.

نعم إن فرنسا واثقة فى مستقبل مصر وصادقة فى إيمانها بالرئيس السيسى وبأهمية دعم الاستقرار والتنمية بمصر، وهى مؤمنة بتاريخ مصر القديم والحديث وبثقل الزمان والمكان وقوة الحضارات العريقة التى هى أساس المستقبل. وعندما يجتمع بلدان مثل مصر وفرنسا فالهدف أمن المنطقة والمتوسط من أجل البشرية أجمع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف