المؤامرة مخيفة. والمتآقرون ينهجون كل منهج. ويسلكون كل مسلك لتمزيق الأمة. وشرذمتها.. يستخدمون أساليب متعددة في تنفيذ مخططهم.. بمقالات بلغة فصيحة. مستغلين ما حباهم الله به من قدرة علي الكتابة لتضليل العقول. وتشويه الحقائق وتزييف التاريخ. اتيحت لهم فرص متعددة لنشر أفكارهم في أجهزة الإعلام المختلفة والمتنوعة بدءا من نشر في الصحف الكبري إلي الصياح في الأبواق الإذاعية وشاشات الفضائيات.. إذا اختلفوا مع أحد. اتهموه بالعمالة وبالتبعية أو بعدم المعرفة بأصول النظم التي يؤمنون بها.. لا يقبلون الآخر. وينعون علي غيرهم مثل ذلك يهاجمون الأفكار التي يختلفون معها بعنف شديد متهمين أصحابها بأنهم لم يخرجوا من كهف التاريخ ولا من ظلام الزمن.. كل فكر غير ما يعتقدون مشبوه. وكل مناد بغير ما يؤمنون جاهل ضال. لا يصلح لبناء الحياة.
يلغون عقولهم بتبعيتهم لبعض أعداء الأمة ويتهمون الوطنية الإسلامية بالتخلف والمحافظين علي هويتهم بالتبعية والتخلف. يكرهون العروبة. ويهاجمونها. وهم دائمو السفر إلي البلاد العربية. واللقاء مع حكامها والدفاع عنهم. والاستفادة من خيراتهم واهمين أن أحدا لم يتابع أساليبهم ولم يكشف نفاقهم وخداعهم منادين بفصل مصر عن العالم العربي. وفي الوقت نفسه سعداء بما يمدنا به العرب من تعاون ملحوظ لا غني عنه.
ينادون بأن تنفصل الأمة المصرية عن الأمة العربية. بدعوي أن الحضارة المصرية كانت قبل الإسلام وقبل العرب. يطوفون حول البلاد العربية طلبا للمال والشهرة. ونشر أعمالهم في إصدارات الخليج والسعودية من كتب ومجلات وصحف.
ألا يوجد في وجوههم حمرة تدل علي بعض الخجل مما يفعلون!! أليس في عقولهم فهم صحيح لما قد يترتب علي ذلك من تمزيق العروبة ومحوها والقضاء عليها. ونشر الشعوبية والدعوة إليها!!
ألم يقرأ أحدهم أن ما يزعج أعداء العروبة والإسلام هو قدرة العرب علي التجمع والتوحد في تعاون اقتصادي وثقافي وعسكري.. أطيب أمنيات الأعداء أن يتمزق العرب لتنكسر شوكتهم وتزول عزتهم ويسهل ابتلاعهم بلدا بعد آخر حتي لا تقوم لهم قائمة.
ساءني وأشعل حزني ما نشره كاتب معروف يهاجم العرب والعروبة ويسعي لفصل مصرنا عن العروبة ونسف ما يربط الأمة العربية من لغة ودين وقيم وثقافة وتاريخ.
مصر منذ دخلها الفاتح عمرو بن العاص دولة عربية تربطها بباقي دول العروبة روابط عديدة منذ انطلقت منها الجيوش الإسلامية تفتح باقي شمال أفريقيا وصولا إلي المعارك التاريخية مثل حطين وعين جالوت حتي آخر الحروب سنة .1973
مصر أمة عربية دافعت عن العرب ودافع عنها العرب في كل معاركها دون أن يشعر أي مواطن من تلك البلاد العربية بغربة أو بعدم الانتماء.. اسأل أي عربي في الشرق والغرب جاء إلي مصر هل شعر بغربة في أي بقعة من بقاع العروبة مؤكد ستكون الإجابة بالنفي.. مصر هي القدوة للعرب في كل شيء.. مصر هي القائدة والقادرة علي تجميع العرب صفا واحدا مهما اختلفت بينهم السياسات علي يد حاكم أو حزب.. لم ينجح حزب البعث في فصل الشام أو العراق عن باقي الأمة العربية.
كان جمال عبدالناصر مهما قيل عن حكمه الديكتاتوري أو التسلطي قد اكتسب شعبية جارفة في العالم العربي لمناداته بالقومية العربية والدفاع عن العروبة ويوم رحيله بكته الأمة كلها من المحيط إلي الخليج لأنه كان صاحب الحلم في تجميع الأمة العربية ونهضة العروبة.
إن الدعوة إلي الفرعونية بزعم أن مصر غير العراق والعراق غير السعودية وهكذا هي محاولة لإقامة جدر حاجزة تفصل الأمة العربية شراذم وتمزقها شر ممزق وهو ما يصبو إليه أعداؤها فلا تمكنوهم من تحقيق أمنياتهم.