عباس الطرابيلى
مستنقع ليبيا.. والكرامة المصرية
نعم كان لابد لمصر أن تتحرك وأن تقول للعالم إنها تحمى كرامتها.. وترد الصاع، صاعين.. وأنها رغم أحزانها قادرة على تأديب كل من يعتدى على كرامتها أو أبنائها.. مهما كانت جراحها.
ولكن هل تكفى الضربة الجوية الموجعة التى وجهتها قواتنا الجوية للإرهابيين فى ليبيا أم لابد من ضربات أخرى.. حتى لا تجرؤ أى قوة على إهانة مصر والمصريين.
<< نعم نعترف أن الجزء الشمالى الشرقى من ليبيا - أى حدودها مع مصر - تمتد لمئات الكيلومترات من البحر المتوسط شمالا وحتى جنوب واحة الكفرة جنوبًا هذا الجزء يمتد غربًا فيما يعرف بولاية برقة ويضم مدن طبرق ودرنة والبيضا وحتى بنغازى.. وجنوبًا إلى أجدابيا وأوجلة وواحة جالو، هذه المنطقة هى مسرح عمليات الإرهابيين، الذين يستهدفون الأمن القومى المصرى.. بل يجب أن يمتد ميدان عمليات القصف الجوى المصرى إلى خليج سرت وأكبر مدنه مدينة سرت نفسها وما تحتها فى اقليم مصراتة وغربها مدينة مصراتة نفسها.. كل هذه المنطقة تتركز فيها الجماعات الإرهابية العديدة، وأبرزها جماعات الإخوان.. وكلها يمكن أن تكون ميدانا للانتقام المصرى من المجرمين القتلى.
<< وما فعلته قواتنا الجوية فجر أمس - وبسرعة هائلة - هو تطبيق لمبدأ الثأر الذى يعيش عليه كل صعيدى أصيل، والمنيا هى عروس هذا الصعيد.. ولا يكفينا عدد الذين سقطوا نتيجة هذه الضربة الجوية، فالمصرى هنا لا يقابله ولا حتى 100 إرهابى.. بل يجب أن يكون الرد أكثر عنفًا حتى يعرف أى إرهابى أن أى عمل يطول أى مصرى فى ليبيا الآن لن يمر دون عقاب.. وعقاب رادع.
حقيقة يجب أن نعمل حسابًا لوجود مليون ونصف مليون مصرى فى ليبيا وأنهم يمكن أن يصبحوا رهينة فى أيدى الإرهابيين.. ولكن لو عرف هؤلاء أن يد مصر سوف تطولهم.. وقبل أن تجف دماء المصريين.. هنا يجب أن تشتد الضربات الجوية بالتنسيق مع القوات الجوية الليبية.
<< ومع الضربات الجوية المصرية الموجعة، علينا أيضًا أن نتحرك بحريًا.. إذ يمكن للقوات البحرية المصرية فرض حصار بحرى على هذه المنطقة بداية من طبرق الليبية وحتى مدينة مصراتة، وبالذات أمام درنة.. وأمام بنغازى وحتى كل خليج سرت حتى نهايته عند رأس مصراتة.. والهدف هنا هو منع دخول أو خروج أى شىء لصالح الإرهابيين.. لأن هذه المنطقة هى أهم الثغرات التى تصل منها المساعدات العسكرية والمالية، والبشرية للإرهابيين.. وقواتنا البحرية قادرة على ذلك، حتى وإن ساعدتها قوات بحرية أخرى.. بهدف منع أى مساعدات تصل لهم.. عبر البحر المتوسط.. أى تجفيف منابع المساعدات.. حتى يسهل حصارهم.
<< ولكن هذا لا يكفى.. بل يجب أن نعلنها بكل صراحة أننا لن نسكت بعد الآن على دويلة قطر وعلى تركيا.. وهما أكبر داعمين للإرهابيين فى ليبيا بالمال والسلاح والأفراد وأن يكون التنسيق كاملاً - بالنسبة لقطر - مع الأشقاء فى السعودية والإرمارات وغيرهما وكل الشواهد تؤكد أن معظم المساعدات التى تصل إلى الإرهابيين تأتى إليهم من قطر ومن تركيا.. ومن البحر، ومن الجو أيضًا.
ثم علينا أن نأخذ موقفًا حازمًا مع أمريكا. إذ مهما «قالت» إنها ضد «داعش» وأنها ضد الإرهاب إلا أن واشنطون مازالت تستقبل رجال الإخوان وتدعمهم.. فهى فعلاً تعمل.. غير ما تقول، وينطبق عليها القول الشائع عندنا «تقتل القتيل.. وتمشى فى جنازته» بمناسبة تعازى واشنطون لنا فيما حدث فى ليبيا!!
<< ولا يمكن لأى قوة أن تدعى أن الضربة الجوية المصرية - وكذلك الحصار البحرى الذى أطالب به، تدخل مصرى فى الشأن الليبى - فإن أبسط قواعد الصراع، تقول إن الهجوم.. هو خير وسيلة للدفاع.. بل ونقول إن واجبنا والأمن القومى المصرى يجب أن يصل إلى حيث يتواجد أى مواطن مدنى مصرى، فى أى مكان.. وهذا مبدأ راسخ منذ العصر الفرعونى القديم.. طوال حكم المماليك لمصر وأيام محمد على.. لأن «خروج» جيش مصر يعمل وفق منظومة حماية الأمن القومى المصرى.. مهما كان الثمن.
<< وليكن كل ذلك وفق فهمنا أن ما يجرى فى ليبيا هو محاولة لاستفزاز مصر وسحبها إلى معركة «هم» الذين حددوا مكانها.. وتوقيتها.. ولكن إذا اعتبروا أن المصريين الموجودين فى ليبيا يمكن أن يصبحوا رهينة فى أيديهم فإن فى مصر مئات الآلوف من الليبيين.. ويا روح.. ما بعدك روح.
��§Ù‚��±��£ ��§Ù„مق��§Ù„ ��§Ù„��£��µÙ„ÙŠ ��¹Ù„ÙŠ ��¨Ùˆ��§��¨��© ��§Ù„ÙˆÙ��¯ ��§Ù„��§Ù„يك��ª��±ÙˆÙ†ÙŠ��© الوفد - مستنقع ليبيا.. والكرامة المصرية