لم تكن مرحلة الانتخابات المنتهية شراً مطلقاً كما يروِّج البعض.. فقد حملت كثيراً من الجوانب الإيجابية.. نعم كسب المال السياسي بعض الدوائر لكنه خسر في غيرها.. وصحيح أن بعض فلول وأذناب رموز عصر مبارك قد التحقوا مرة أخري ببرلمان الشعب لكن زملاء لهم منّوا بخسارة فادحة في كثير من الدوائر.. ونجح فاسدون في التسلل إلي مجلس النواب لكن فشل غيرهم أمام وجوه شابة تشرق علي الحياة السياسية لأول مرة. وداس قطار الوطنية دعاوي الفتنة واستطاعت شخصيات قبطية بعد عقود من سيطرة النعرات الطائفية دخول البرلمان بأصوات إخوانهم المسلمين علي نحو يؤكد أننا نسير بحمد الله في الطريق الصحيح.. تقابلنا بعض الحفر والمطبات الصناعية قد تبطيء المسيرة لكننا نتقدم علي أي حال.. نخطيء مرات ونتعلم من التجربة.
** انتهي شهر العسل الوزاري.. ومضت "الأربعين" علي استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب وتسليمه الراية للمهندس شريف إسماعيل.. وبين المهندسين فرق سرعات جعل الناس يبدأون في التململ.. وكلما ضعف الأداء الحكومي بدا الرئيس وحيداً واتسعت أعباء الخدمة المدنية علي القوات المسلحة.. والجيوش لها مهامها الوطنية في أوقات المحن والأزمات لكن ليس صواباً ولا في استطاعتها أن تقوم بديلاً عن مؤسسات الدولة.. فلا بديل عن إعداد خطة عاجلة لإصلاح المؤسسات.. والإصلاح يتطلب قادة حقيقيين في كل المستويات بداية من رؤساء القري وما دونهم من مواقع قيادية.. بغير ذلك تظل الخطوط مقطوعة والإشارات مفقودة بين رأس النظام وأطرافه المسئولة عن الحركة والانجاز.
* ألغي مجلس الوزراء قرار الـ 10 درجات الذي أصدره وزير التعليم.. لكن بعد ساعات ألغي وزير التعليم قرار رئيس الوزراء بنقل وكيلة وزارة تعليم القليوبية إلي المنوفية بعدما قرر الوزير عودتها مرة أخري منتدبة إلي القليوبية.. وبعد ساعات أغلق الوزير مدرسة المتفوقين في أسيوط وقرر نقل تلاميذها إلي أخري للتعليم الأساسي بالأقصر.. فالوزير هلالي الشربيني لا يعلم أن المسافة بين المدرستين 320 كيلو متراً ثم إنه لم يقرأ السيرة الهلالية وإلا لعرف حكمة الدريدي "قبل أن تفعل شيئاً أدر عقبه".. وإذا استمر النشاط الوزاري الهلالي بهذا المعدل في إصدار القرارات الجزافية سيصبح علي مجلس الوزراء عقد اجتماع أسبوعي يخصص لإلغاء قرارات الشربيني.