داليا جمال
العودة إلي عصر ركوب « الحمير »
بعد العز وأكل الوز..وركوب السيارات الفارهة إشي «مرسيدس» علي «بي إم» وفولفو
،وسيارات فئة خامسة وفئة سابعة ..آن الأوان أن أخبركم بكل إباء وشمم أن الحكومة تدرس حاليا بكل جد ،وبإيعاز جهبذ من جهابذتها الأشاوس،إعادتنا جميعا وبكل فخر إلي عصر ركوب الحمير!
نعم...زي ما باقول لحضرتك كده.. وسيتم تغيير الجملة الشهيرة للفنانة سناء جميل في مسلسل الراية البيضا بقرار حكومي ليصبح من «ولا يا حموالتمساحة يالا»..إلي «ولا يا حمو.. الحمارة يالا» !
فالحكومة تفكر فعليا تطبيق اقتراح عبقري يقضي بوقف استيراد السيارات! والاكتفاء بالسيارات التي يتم تجميعها داخل البلاد فقط..بحجة توفير 3.5مليار دولار سنويا قيمة السيارات المستوردة. وقد تغافل العبقري صاحب الاقتراح اللوذعي أن الحكومة قد سبق لها اتخاذ قرارة مماثل في أوائل التسعينيات أثبت فشله الذريع ،بعد أن خسرت الدوله مبالغ خرافيه من حصيلة الجمارك التي كانت تحصلها علي كل سيارة مستوردة والتي تتراوح بين 40 %الي 135%من قيمة السيارة، هذا بخلاف ما ستخسره خزانة الدولة من ضريبة مبيعات كانت تضاف أيضا علي سعر السيارات المستوردة عند بيعها في السوق المحلي، ناهيك أن قرارا بهذا الشكل يتجاهل تماما وجود مستثمرين حصلوا علي موافقات وتراخيص رسمية من الحكومة وأنفقوا ملايين الجنيهات لفتح توكيلات لاستيراد السيارات من الخارج وفتحوا مئات من مراكز الخدمة والصيانة في كل المحافظات يعمل بها آلاف المهندسين والعمال،الذين ستغلق بيوتهم وتقطع أرزاقهم لوقررت الدولة تنفيذ هذا القرار !
ناهيك عن عدد المستثمرين الذين سيتعرضون للإفلاس جراء هذا الوضع ،لنكون بذلك قد اخترنا أفضل دعاية للحكومة لتشجيع المستثمرين علي الهروب من الاستثمار في مصر ،لأننا لا نحترم تعاقداتنا مع المستثمرين ولا نحمي أموالهم،ونعاني من عدم استقرار في القرارات الاقتصادية.. وبالتأكيد فإن الاقتراح العبقري بوقف استيراد السيارات من الخارج لا يمكن أن يخلو من وجود أغراض خبيثة لخدمة مستثمرين بعينهم ممن سيقلب القرار موازين السوق لصالحهم،وهوالأمر الذي إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن هذا الاقتراح العجيب لم يكن يهدف لتحقيق مصلحة الدولة بأي حال . ولا بأس أن نعود نحن إلي عصر الحمير وركوبها، وأن يتأهب كل منا للوضع الذي قد يفرض علينا بين ليلة وضحاها لأن أحد عباقرة الحكومة يرانا حقلا خصبا لتجاربه الاقتصادية الفاشلة بكل المقاييس فقرر إعادة سيناريو فاشل للمرة الثانية!! وبناء عليه فإنني أقترح أن يستعد كل منا بشراء لوازم العصر الجديد ،حدوة «فرساتشي» وبردعة «مون بلان»ولجام ماركة «بوما أوأديداس» لعشاق الفخامة، وعلي السادة أصحاب توكيلات السيارات المستوردة توجيه أنظارهم لكينيا وتنزانيا لبحث استيراد الحمير المخططة لهواة التميز،مع تعديل مراكز الخدمة والصيانة التابعة لهم لتتحول لمراكز لتأهيل الحمير الوحشية لرفع قدرتها علي التعامل مع البشر. وعلي الحكومة توفير عملة صعبة لزوم تزايد الطلب علي استيراد البرسيم!!
أما نحن فلا نملك إلا الدعاء من القلب ، ارحمنا يارب .