صابر شوكت
موت بالأمطار وبرلمان بالرشوة
عار علي مصر بكل طوائفها شعبا وحكومة وقيادة بعد ثورتين عظيمتين.. ان تغرق الإسكندرية ويقتل أطفالنا صعقا بكهرباء الامطار.. وتخرب بيوت البسطاء بسبب الامطار التي عجزنا عن توفير ٧٥ مليون جنيه «لتسليك» بالوعات الصرف.. عار علينا ان يخرج علينا صباح الأربعاء علي صفحات الجرائد رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية مدافعا عن جرائمه المشارك فيها مع المحافظ المستقيل اللغز بقتل الأبرياء وتخريب بيوت البسطاء بإهمالهم الجسيم وآخرين في تصريف مياه أمطار الإسكندرية.. معلنا في «بجاحة» ان غرق الإسكندرية هو حادث قدري من عند الله.. الذي كشفه وهو يعلن انه طلب من الدولة ٧٥ مليون جنيه عند تعيينه منذ عامين لإنقاذ الإسكندرية من الغرق ولم يستجب له أحد.. رغم ان الإسكندرية غرفت العالم الماضي في مياه المجاري.. وضرب بيوت البسطاء ولكن لم تقتل أحدا من الابرياء.. ولم ينبري رئيس الصرف الصحي ليدافع عن المحافظ السابق اللواء المهدي والذي كان بريئا فعلا من الحادث المدبر لغرق الإسكندرية بالمجاري.. وتم عزله وتعيين المحافظ الأمريكي اللغز «هاني المسيري» ليرتكب جرائم مريعة منذ توليه انتهت بقتل أطفالنا في غرق الإسكندرية بإهماله وجهازه الإداري ولابد من محاكمتهم جميعاً ويجب ألا نهدأ إلا بعد القصاص.. وعدم التهاون مع المسئولين المهملين بمجرد الاقالة من المنصب.
< < <
وبمناسبة العار.. فإننا يجب ان نحني روسنا خجلا لأن أطفالنا قتلوا في مياه الامطار بسبب عدم توفير ٧٥ مليون جنيه لتسليك بالوعات الصرف وتدعيم شبكة صرف الإسكندرية بينما المفسدون بيننا يعيشون فوق جماجم ضحايانا يلهون بمآسينا ونحن نحتضنهم.. ونسن لهم قانون حماية اللصوص.. بدلا من قانون قطع رقبة المفسدين واسألوا صفوت الشريف وأولاده.. الذين عاثوا فسادا وبالأمس نحاكمهم بقانون التصالح في الكسب غير المشروع يموت أطفالنا غرقا لعدم وجود ٧٥ مليون جنيه والمفسدون يعيشون فوق رؤوس مصر كلها ينهبون لعلمهم ان أحدا لن يردع فسادهم . وتابعوا ما نشرته «الجمهورية» صباح الثلاثاء عن مافيا القمح الذين يسرقون ٢ مليار دولار من فساد توريده لوزير التموين علي انه قمح من فلاحين مصر..
أنا بنفسي اكتشفت في سلعة واحدة فقط قيام كبار المفسدين بسرقة ٢ مليار جنيه سنويا من سلعة «السماد» فقط.. ولكن ان تتخيلوا هذه المليارات موزعة علي شبكة علي أيدي أصابع اليد يشاركها مسئولون بأجهزة رقابية.. رغم وجود ١٤ جهازا رقابيا في مصر.
لذلك.. أعطانا المصريون ظهورهم وتركوا انتخابات البرلمان تعود لفترة مبارك واتباعه وهم للأسف أكثر من ٩٠٪ من البسطاء والفقراء الذين يبيعون أصواتهم لسمسار الانتخابات ببطاقاتهم. هؤلاء هم أحرص الناس علي بطاقاتهم الانتخابية التي يأكلون منها كل انتخابات بسبب فقرهم..هم وراء كل برلمان جاء بالرشوة منذ عهد مبارك وهؤلاء للأسف هم الذين نشاهد أغلبهم علي صفحات الصحف العجائز البسطاء ومن يأتي عاجزا علي كرسي متحرك هؤلاء ظل مبارك وبرلمانه يحكمهم ٣٠ عاماً فصار علي مصر ان يقود إليها برلمان الثورة بهؤلاء البسطاء.. ليصير برلمان الثورة بالرشوة.
للأسف هذا ما رصدته صحف الدولة وإعلامها الخاص والحزبي مؤكدا ان الشعب أعطي ظهره للسيسي وهذا خطر كبير يجب ان ينتبه له هذا الرجل الوطني.. ولا يترك حملة المباخر يعزلونه عن ٩٠ مليون مصري لازالوا يحبونه ويأملون فيه انقاذهم ومصر من المفسدين.