الأهرام
ايناس نور
فيينا
بالتأكيد كانت الأجواء التى سبقت مؤتمر فيينا حول سوريا ملبدة بالغيوم ولكنها محملة برغبة كل الأطراف المعنية برغبة شديدة فى إيجاد صيغة سياسية لإنهاء الحرب .الخلاف القائم بين واشنطن وأوروبا وبعض الأطراف الإقليمية من جانب ، وبين موسكو وإيران من جانب آخر حول مصير الرئيس الأسد بدأت حدته تقل مع الاجتماع الذى امتد 8 ساعات وشهد مناقشات صعبة على حد وصف وزير الخارجية الأمريكى كيرى.

ورغم عدم قبول الغرب لدور للرئيس الأسد مستقبلا ،فإنه أصبح يقبل مبدئيا بوجوده فى حكومة انتقالية يجرى تشكيلها خلال الشهور المقبلة كما أشار وزير خارجية ألمانيا شتاينماير. مصر التى شاركت فى المؤتمر كأحد الأطراف المعنية وكرئيس للقمة العربية ، أكدت مجددا موقفها الذى عكسه البيان الختامى للاجتماع بضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة أراضى سوريا وأن يقرر الشعب السورى مستقبله .

ورغم عدم تحقيق المؤتمر نتائج كبيرة ومباشرة ، فإنه يعد خطوة جادة وجيدة لمشاركة كل القوى الدولية والإقليمية المعنية بسوريا وجلوسها على مائدة تفاوض واحدة وعدم مغادرة أى طرف قبل انتهائها رغم الخلافات، والاتفاق على الاجتماع مجددا بعد أسبوعين.

تلك الأجواء تعيد للأذهان استضافة فيينا لقاء الزعيمين الروسى خروشوف والأمريكى كيندى عام 1961 وسط الخلاف حول مسألة بناء جدار برلين وتهديد موسكو بشن حرب إذا لم توافق واشنطن عليه. المؤرخ الأمريكى تيم نفتال كشف عن أن كيندى سلم بأن القبول به هو خيار سيئ لكنه أفضل من الحرب. ونجحت تلك القمة فى نزع فتيل الأزمة ومهدت لإيجاد آلية تتيح للجانبين استمرار الاتصال بينهما لتفادى وقوع الأسوأ، وهو ما أدى لاحقا لإطلاق الخط التليفونى الساخن بين العاصمتين.

وها هى فيينا تشهد مجددا محاولة لتقريب وجهات نظر واشنطن وموسكو والقوى الدولية والإقليمية حول سوريا بعد أن أدرك الجميع مدى خطورة استمرار الأوضاع المنفلتة من كل سيطرة .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف