الأهرام
مرسى عطا الله
موشى ديان.. وحرب الجنرالات !
27 ــ يعتبر الصحفى اليهودى ديفيد هيرست واحدا من أشد المؤيدين لإسرائيل بالحق والباطل فى الميديا العالمية ومازالت كتاباته حتى اليوم تكشف عن انحياز مطلق للدولة العبرية وعداء للعرب وإن ارتدى أقنعة مزيفة كتلك التى أراد بها ركوب موجة نشر الفوضى فى العالم العربى فى السنوات الأخيرة وادعاء الانتصار الكاذب للديمقراطية وحقوق الإنسان تحت المسمى الخادع «ثورات الربيع العربي».

ومازلت أتذكر سخريته الفجة من إقدام مصر على شن الحرب يوم 6 أكتوبر 1973 وقوله فى الساعات الأولى أنه يتوقع كارثة مفزعة لمصر وسوريا.. ثم كانت صدمته الكبرى التى عبر عنها بعد أن وضعت الحرب أوزارها فى كتاب «البندقية وغصن الزيتون».

حزينا مكتئبا مهموما يقول هيرست فى كتابه: «إن حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال.. فلأول مرة فى تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا فى فرض أمر واقع بقوة السلاح.. ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل إنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التى تتكون منها قوة وحيوية أى أمة.. وقد دفع الإسرائيليون ثمنا غاليا وفقدوا ــ وفقا للأرقام الرسمية ــ 2523 قتيلا وهى خسارة تبلغ من حيث النسبة مثل ما خسرته أمريكا خلال عشر سنوات فى حرب فيتنام مرتين ونصف المرة».

ويدلل هيرست فى كتابه على عمق الصدمة فيقول: «لقد أسفرت الحروب الإسرائيلية ــ العربية السابقة عن صدور سيل من الكتب المصورة المصقولة الورق تخليدا لذكرى النصر أما فى هذه المرة فإن أول كتاب صدر فى إسرائيل كان يحمل اسم (المحدال) أى التقصير.. وما كادت حرب أكتوبر 1973 تبدأ حتى أخذ جنرالات إسرائيل يتبادلون الاتهامات.. وأقسى الإهانات.. واستقبلت الأمهات الثكلى والأرامل موشى ديان نجمهم المعبود الذى هوى بالهتافات التى تصفه بأنه سفاك دماء وكانت الحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة فى إسرائيل مع استعراض الغنائم التى تم الاستيلاء عليها أما فى هذه المرة سرعان ما عرف الإسرائيليون أن معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح فى القاهرة.. ولأول مرة أيضا شاهد الإسرائيليون المنظر المخزى لأسراهم ورءوسهم منكسة على شاشات التليفزيون العربي فكانت صدمة غير مسبوقة للإسرائيليين الذين ذاقوا طعم الذل والعار.

.. وغدا نواصل الحديث
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف