مازالت فينا جاهلية من عصور الاستبداد.
ورغم اننا قمنا بثورتين، ونادينا بالديموقراطية الحقة، إلا أننا مازلنا، للأسف، لا نؤمن بأبسط معانيها وهي فضيلة الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية، وضيق صدورنا بالرأي الآخر.
اتحدث عن عدد من الخبراء المصريين الشرفاء الذين لا يمكن أن نشكك في صدق وطنيتهم أو صدق انحيازهم لخيارات الشعب المصري بعد 30 يونيو.. هؤلاء الخبراء يتحدثون عن طروحات وأولويات قد تختلف عن طروحات وأولويات الرئيس.. ولأننا مازلنا حتي تاريخه دون برلمان، فما المانع أن نستمع لهذه الأصوات، ونناقشها، فيما ذهبت إليه، وسنكون أمام نتيجة من اثنين: إما أن يقنع طرف الآخر بما انتهي إليه، وإما لا ونؤسس لعصر جديد تعلي فيه الشفافية، وتسود فيه قيم قبول الرأي والرأي الآخر.
أتحدث تحديدا عن العاصمة الإدارية الجديدة كأولوية آنية، ومدي النتائج الايجابية التي يمكن ان تنعكس علي تحسين حياة المصريين الصعبة.. اتحدث أيضاً عن الآراء الأخري فيما يتعلق بمشروع استصلاح 1.5 مليون فدان وإمكانية توجيه نصف المليارات التي ستضخ لتطوير منظومة الري في الدلتا والوادي والحصول علي نتائج أفضل، ينشدها الرئيس بمشروعه النبيل.
اتحدث أيضاً عن أولوية الاندفاع في تنفيذ مشروعات قومية كبري مهمة، وعدم اعطاء نفس الاهتمام للمشروعات الصغيرة، متناهية الصغر التي تمثل العصب لاقتصاد أية أمة تريد النهوض.
سيدي الرئيس: استمع لهؤلاء واخرج علينا وعليهم، وقل لنا ولهم إن مصر لن تعيش بالعودة للصوت الواحد.