مشكلة الرئيس ان الناس تحاسبه علي اكثر من ثلاث سنوات مرت منذ احداث ٢٥ يناير والتي حملت في مجملها مزيدا من المعاناة ولم تحاسبه فقط منذ توليه الرئاسة.
الناس تتعامل مع الغلاء وانخفاض وتدني جميع الخدمات بأثر رجعي، وهنا نكون قد ظلمنا الرئيس مقدما.
واذا كانت كل التوقعات والتحليلات تؤكد ان الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي قد ربطته بأبناء مصر مشاعر من الحب الصادق والتقدير والعرفان للدور الكبير الذي قام به سواء في الروح الجديدة التي بثها في قواتنا المسلحة او الاستجابة لإرادة الشعب المصري ورغبته في تنحية عصابة استولت علي الحكم في غفلة من الزمن او نجاحه في تنفيذ التفويض الذي منحه له الشعب للقضاء علي العنف والارهاب.
كل هذه الاسباب تشكل أرضية صلبة للرجل من اجل اعادة بناء مصر وتضميد كل الجراح التي ألمت بشعبها الطيب الصبور.
أرضية صلبة تدعونا لان نصطف من خلفه لنعبر النفق المظلم الذي وصلنا اليه وهو العبور الذي قد نتحمل فيه بعض المعاناة ونطالب بمزيد من الصبر والجلد لنحقق احلامنا واحلامه في بلد آمن ومستقر تتحقق فيه الحرية والعدالة والكرامة لكل ابناء شعبه.
الرئيس وجد نفسه امام طريقين لا ثالث لهما الاول هو الاستمرار في تنفيذ سياسة المسكنات والحلول المؤقتة لكل مشاكلنا وهي السياسة التي لا يمكن ان تستمر طويلا وستكون تكلفتها باهظة ان وجدت اصلا الموارد اللازمة لها والطريق الثاني هو اقتحام المشاكل باسلوب الجراح الماهر الذي يستأصل مواطن الألم والمعاناة.
لكن في كلا الطريقين تكون الشفافية والصراحة هي طوق النجاة الذي يضمن قدرة الناس علي المزيد من التحمل واذا كان الرئيس قد اختار الطريق الثاني فإن الحكومة مطالبة بمزيد من الشفافية والبحث عن حلول غير نمطية لمشاكلنا.
حلول تعظم من استخدامنا لمواردنا المحدودة وتتجه مباشرة لمحدودي الدخل والفقراء.